نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 141
عقيدة بني إسرائيل كما صورها القرآن الكريم ويجئ الآن دور الحديث عن عقيدة بني إسرائيل ، وكما أعطى القرآن الكريم صورة طيبة لأنبياء بني إسرائيل ، فإنه كذلك تحدث عن العقيدة التي كلفوا بها فصورها سليمة صادقة صافية ، لا تختلف عن عقيدة المسلمين ، قال تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ، وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط [1] ) . فالعقيدة الأصيلة لبني إسرائيل كانت الإيمان بالله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، إله الناس جميعا ، خالقهم وراعيهم ، العالم بكل شئ ، والقادر على كل شئ ، والإيمان بالملائكة والرسل والكتب واليوم الآخر ، وما يتصل بذلك من الحساب والثواب أو العقاب . . . ونسوق فيما يلي من آي الذكر الحكيم ما يوضح هذه الصورة ، قال تعالى على لسان إبراهيم : - إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين ، وحاجه قومه ، قال أتحاجوني في الله وقد هدان ، ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا ، وسع ربي كل شئ علما ، أفلا تتذكرون ؟ وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ، فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ، الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم إلا من وهم مهتدون ، وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ، ووهبنا له إسحاق ويعقوب