نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 109
إلى أنهم قوة يمكن أن تستولي على الحكم ، وتصدت الدول العربية للدفاع عن عروبة فلسطين ، وخاضت من أجل ذلك حربا ضد اليهود ، ورجحت كفة العرب في الجولة الأولى ، فتدخل النفوذ الاستعماري وأرغم العرب على إيقاف القتال مدة محدودة ، وفي خلال هذه المهدة انهالت الأسلحة الغربية على اليهود ، كما انهال المتطوعون الغربيون ، مما ضمن لليهود النصر في الجولة الثانية ، وكان من الأخطاء العربية الجسيمة أن تركت القيادة العامة لجيش الأردن الذي كان قائده ( جلوب باشا ) إنجليزيا يخدم أهداف بلاده قبل كل شئ . وقامت دولة إسرائيل ، وأسرعت أمريكا فاعترفت بها ، واعترفت بها روسيا ودول الغرب ، وأخرجت إسرائيل العرب من دورهم ، وسلبت ممتلكاتهم ، وألقت بهم لاجئين خارج وطنهم ، يعيشون في خيام ، أو ينزلون صفر اليدين بالبلاد العربية ، ورفضت إسرائيل أن تصيخ لقرارات هيئة الأمم المتحدة بإنصاف اللاجئين ، وراحت توفي للاستعمار بوعودها ، فتآمرت مع إنجلترا وفرنسا للعدوان على مصر سنة 1956 . ولكن هذه الجولة الخاسرة كانت مطلع النور بالنسبة للبلاد العربية ، فقد هبت من سباتها ، وأدركت ما يراد بها ، وعرفت الخطر المحدق بمستقبلها ، فراحت تبني نفسها بعزم وإصرار ، وعلا صوتها في المحيط العالمي فغطى على صوت إسرائيل وأنصارها . والمعركة مع إسرائيل لم تنته ، بل أنها لم تبدأ بعد ، ويوم تبدأ ستثأر الكرامة العربية لنفسها ، وتعيد فلسطين إلى عروبتها كما كانت وكما يجب أن يكون .
109
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 109