نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 103
وكانت فلسطين في أكثر فترات التاريخ وبخاصة في العهد الإسلامي تتبع مصر ، فلما جاء العثمانيون حرصوا على عزل فلسطين عن مصر وضموها إلى الشام الذي أحيوا له الاسم القديم ( سورية ) وكان هذا لإضعاف الجبهة المصرية التي كانت تمثل مركزا قويا دعا العثمانيين أن يحسبوا حسابه ، وظلت فلسطين جزءا من سورية حتى سقطت الإمبراطورية العثمانية ، فاستولت فرنسا على الجزء الشمالي من سوريا وجعلت منه سوريا ولبنان ، واستولت بريطانيا على الجزء الجنوبي وجعلت منه إمارة شرق الأردن وفلسطين . والتقت حول فلسطين مصالح الصهيونيين مع مصالح الاستعمار الإنجليزي ، وجاءت الحرب العالمية الأولى فكانت فرصة ذهبية للصهيونيين ، وأصبح انتصار الإنجليز على الأتراك نقطة الأمل عند الصهاينة ، وبينما كان الإنجليز يستدرون عطف العرب ، ويقدمون لهم العهود والمواثيق لتحقيق استقلالهم كاملا بعد الحرب ، كانت المؤامرة الدنيئة تنسج خيوطها بين اليهود والإنجليز ، وفي الثاني من نوفمبر سنة 1917 أعلن وعد بلفور المشئوم ونصه . إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي ، وسوف تبذل أقصى جهودها لتسهيل هذه الغاية ، على أن يفهم جليا أنه لا يجوز عمل شئ قد يضر بالحقول المدنية والدينية التي للطوائف غير اليهودية في فلسطين ، ولا الحقوق ولا المركز السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد غيرها . ويعترف وايزمان في مذاكراته أنه هو الذي كتب بيده هذه الوثيقة بناء على طلب اللورد بلفور [1] . واتجهت إنجلترا بكل قواها إلى أن يتم لها الانتداب على فلسطين لتنفذ ما وعدت به ، ولم يكن ذلك عسيرا عليها . فإن القوى الغربية