responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 96


هذه العالمية من كلامه هو ومن بنات أفكاره ، شأنه في ذلك شأن التدليل على عدم ضرورة الختان وعلى كثير من التعاليم [1] .
وقد قلنا آنفا إن عالمية المسيحية كانت نقطة التحول في تاريخ هذه الديانة ، وذلك لأن فتح باب هذه الديانة لجميع العناصر ألزم بولس أن يدخل على ديانته تعليمات أخرى تزيل الهوة بين ديانات بني إسرائيل وأفكار الأمم المختلفة الذين فتح لهم باب المسيحية ، وبخاصة الوثنيون الأوربيون واليونانيون ، وأتباع ديانة متراس وغيرهم ، ولهذا قال بولس بالتثليث ، وبنزول عيسى ليكفر بنفسه عن خطيئة البشر ، وبعدم ضرورة الختان ، وغير ذلك من العقائد والشعائر التي لها صلة بديانات هذه الأمم واتجاهاتها ، فتدفق الغربيون لذلك على دين بولس بينما نفر الشرقيون ، وكان هذا سببا في نقل المسيحية من دين شرقي إلى دين غربي تقريبا .
وعمدت مهارة بولس إلى إرضاء طبقة السادة والطبقة الحاكمة فجعل طاعتهم دينا كإطاعة المسيح ، قال للعبيد ( أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح لا بخدمة العين كمن يرضى الناس بل كعبيد المسيح عالمين مشيئة الله من القلب ، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس [3] ) . ويقول في رسالة أخرى ( جميع الذين هم عبيد تحت نير فليحسبوا سادتهم مستحقين كل إكرام لئلا يفترى على اسم الله وتعليمه ( 3 ) ويكتب إلى تلميذه تيطس ( ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ( 4 ) .
وعلى هذا شهد العقد الرابع والخامس من الميلاد المسيحي دين عيسى وهو يذبل ، وتفنى بعض مراجعه ويختفي البعض الآخر ، ويتشتت أتباعه



[1] أنظر رسالة بولس إلى أهل رومية 5 : 12 وما بعدها و 9 : 7 وما بعدها . ( 2 ) إفسس 6 : 5 - 7 .
[3] نيموثاوس الأولى 6 : 1 . ( 4 ) تيطس 3 : 1 .

96

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست