نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 36
يمرض ، ويطول عليه المرض ، وتقوم الصلوات في الكنائس للتخفيف عنه وشفائه دون جدوى ، فمن أين جاء بولس إلياس وأمثاله بهذه الخرافة ؟ اليهودية ودعوة المسيح : كانت دعوة المسيح تحارب اتجاهين تأصلا عند اليهود وهما : 1 - شغفهم بالمادة وإهمالهم الناحية الروحية فيهم . 2 - ادعاؤهم أنهم شعب مختار ، وادعاء أحبارهم أنهم الصلة بين الله والناس ، وبدونهم لا تتم الصلة بين الخالق والمخلوق . ولشد ما كان ارتياع اليهود وغضبهم عندما شهدوا يسوع يكتسح أمامه كل ما يعتزون به من ضمانات ، إذ يعلم الناس أن الله ليس من المساومين وأن ليس هناك شعب مختار ، وأن لا أحظياء في مملكة السماء ، وأن الله هو الأب المحب لكل الأحياء ، وأنه لا يستطيع اختصاص البعض بالرعايات عدم استطاعة الشمس ذلك سواء بسواء [1] . وبسبب هذا الموقف تعرض عيسى إلى عداء بني إسرائيل وسخطهم ، ولم يؤمن به إلا قليلون منهم ، فقد انتظروه مسيحا يبسط سلطان إسرائيل على العالم أجمع ، ولكن خابت آمالهم فيه [2] ، ثم إنهم عندما رأوا أن بعض الضعفاء اتبعوه ، خافوا أن تنتشر مبادئه ، فأغروا به الحاكم الروماني ، ولكن الرومانيين لم يكونوا على استعداد للدخول في الخلافات الدينية بين اليهود ، ولم تكن دعوة المسيح التي أعلنها إلا إصلاحا خلقيا ودينيا فلم تتصل دعوته بالسياسة ، ولم تمس الحكومة من قريب أو من بعيد ، ولذلك لم يستحق غضب الرومان ، ولكن اليهود تتبعوا عيسى لعلهم يجدون منه سقطة تثير عليه غضب الرومان ، فلما لم يجدوا تقولوا عليه وكذبوا ، فأغضبوا الحاكم