responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 26


يحيى :
يحيى بن زكريا حملت به أمه اليصابات وهي عجوز كما سبق ، ووضعته ، وتربى حتى صار كما وصفه القرآن الكريم ( مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين [1] ) ، وقد عرف يحيى بأوصاف التقوى والصلاح منذ صباه ، واتجه للعلم ففهم مسائل التوراة ، وأحاط بأصولها وفرعها ، وأصبح فيها مرجعا هاما ، ونبئ يحيى قبل أن يبلغ الثلاثين ، ومن أهم ما اشتهر به أنه كان يعمد الناس أي يغسلهم في نهر الأردن للتوبة من الخطايا وللتطهير من الذنوب ، ولذلك سماه اليهود ( يوحنا المعمدان ) وقد عمد المسيح ، وكان المسيح يضاهيه في العمر تقريبا . وقد ورد في إنجيل لوقا أن حمل عيسى بدأ في الشهر السادس من حمل اليصابات [2] .
وكان يحيى جريئا في الحق ، يقول ما يعتقد دون خوف من سطوة حاكم أو طغيان ملك ، وقد نقلوا إليه أن هيرودوس ملك اليهود بفلسطين قد وقع في حب هيروديا ابنة أخيه فيليبس ، وأنه ينوي الزواج بها ، فأعلن يحيى أن ذلك يناقض التوراة ، وأنه إن حصل فهو زواج باطل .
وكانت أم هيروديا حريصة على أن تتزوج ابنتها من الملك ، ووجدت أن يحيى سيكون عقبة في سبيل هذا الزواج ، فزينت ابنتها بأحسن زينة ، وأسلمتها لعمها وأوصتها إن طلب منها عمها أن تتمنى شيئا ، أن تطالب برأس يحيى ، وأجادت الفتاة تمثيل الدور ، فرقصت لعمها ، وعرضت أمامه ألوان فتنتها وسحرها حتى وقع في حبائلها ، وسألها أمنيتها ، فقالت :
رأس ذلك الذي سمع بي وبك وتكلم عنا في كل ناد . ولم تمض إلا دقائق حتى كانت رأس يحيى في طبق أمام هيروديا [3] ، فاستحقت واستحق معها



[1] سورة آل عمران الآية 39 .
[2] الإصحاح الأول العقرتان 26 ، 36 .
[3] متي 14 : 2 وما بعدها ومرقص 6 : 17 وما بعدها .

26

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست