responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 217


لرعاياهم القيام بحركات مناوئة للكنيسة ، فظهر في إنجلترا توماس مور ( 1478 - 1535 ) ودعا إلى إصلاح الكنيسة بطريق سلمي ، ثم ظهر بعد ذلك ( في نفس القرن ) أشهر المصلحين وهو مارتن لوثر ، وكان ظهوره في ألمانيا موطن العقل الكبير والتفكير الحر ، وكان لوثر عالما باللاهوت ولذلك نجد أنه تجمع له ما لم يتجمع لسواه ، فحركته نابعة من قبله وليست بتوجيه ملك أو إيعاز أمير وهو رجل ألماني مستقل العقل حر التفكير ، ثم هو من رجال اللاهوت ، فهو عليم بخبايا الكنيسة دارس لعلومها وكان لوثر - بالإضافة إلى دراسته للاهوت - شديد الورع يحصي على نفسه سيئاتها ويبالغ في تقديرها ، وتضطرب نفسه خوفا منها ، وحج إلى روما رجاء أن يزيده قربه من الأماكن المقدسة صلاحا ويبعده عن السيئات ، ولكنه هناك وجد ما أزعجه ، إن هذه الذنوب التي أثقلته يستطيع الكاهن أن يعفيه منها بصك يشتريه ، يا الله ! ! كيف هذا ؟ كيف ينجو القاتل من العذاب بصك يشتريه ؟ وكيف تمحى سيئات السارق وقاطع الطريق وآكل حقوق الناس إذا أراد الكاهن ذلك دون نظر إلى المعتدى عليهم ودون نظر إلى الله خالق الكون ، ورأى لوثر كذلك في روما ما قلل مكانة رجال الدين عنده ، وعاد إلى ألمانيا فلاحقته صكوك الغفران إذ كان البابا ( ليو ) يريد أن يعيد بناء كنيسة بطرس واحتاج للمال فقرر أن يحصل عليه من بيع هذه الصكوك ، فأرسل أحد حامليها فيمن أرسل إلى ألمانيا ، فثار لوثر لذلك وكتب احتجاجا علقه على باب الكنيسة ، فطلبته الكنيسة لمحاكمته أمام محاكم التفتيش فلم يذعن فأصدرت قرارا بحرمانه ، وتبعا لذلك أصدر الإمبراطور قرارا بحرمانه من الحقوق القانونية والمدنية ، ومعنى ذلك أنه أصبح مباح الدم فقد كل ما يملك ، ولكن أحد الأمراء حماه .
وصادفت دعوة لوثر في القرن السادس عشر نجاحا واعتنقها كثير من المصلحين الذين ساروا في طريق لوثر ، فأنكروا حق الغفران ، والاستحالة ، ووقف فهم الكتاب المقدس على الكنيسة ، وما شابه ذلك .

217

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست