نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 21
مقدمة الطبعة الأولى تكاد المسيحية تكون أكثر الأديان السماوية والوضعية تعقيدا ، وقد علمها عيسى عليه السلام دينا بسيطا سهلا ، ولكن التعقيد طرأ عليها بعد ذلك ، حتى أصبح عسيرا جدا فهم كثير من مبادئها ، وحتى أصبح غموضها طبيعة واضحة فيها . وقد كلفت بتدريس مادة مقارنة الأديان في عدة جامعات بإندونيسيا ، وكان طبيعيا أن أختار من الأديان السماوية والوضعية ما يناسب البلاد التي أعلم فيها ، ومن ثم كانت المسيحية والبوذية موضوع محاضراتي هناك ، وكنت أريدها محاضرات فقط ثم رأيت التبشير بإندونيسيا يقوى وينتشر ، فاستلزم ذلك طبع هذه المحاضرات ونشرها بأكثر من لغة ، وبخاصة اللغة الإندونيسية ، فعدت لقراءة هذه المحاضرات وإعدادها إعدادا يناسب الطبع والنشر . وكانت محاضراتي عن المسيحية في إندونيسيا تلقى إقبالا كبيرا من الطلاب ، وكان بعض المشتغلين بالدراسات الدينية يتتبعون هذه المحاضرات بعناية ، ثم حدث أن تلقيت خطابا من جامعة مسيحية للتخصص في الدراسات اللاهوتية مقرها Tjijurug على بعد حوالي مائة كيلومتر من جاكرتا عاصمة إندونيسيا ، وكان هذا الخطاب دعوة من أساتذة هذه الجامعة إلى مناظرة علمية عن الأديان وبخاصة عن الدين الإسلامي ، فقبلت الدعوة على الفور ، وحدد الثالث عشر من شهر يونيو سنة 1959 موعدا لهذه المناظرة ، فذهبت في الموعد المحدد إلى مقر هذه الجامعة حيث تجمع الأساتذة وكلهم غربيون ، وحضر بعض الطلاب الإندونيسيين وبعض المشتغلين بهذه الدراسات ، وجمهور كبير من الناس وقد استغرقت هذه المناظرة عدة ساعات ، تلقيت خلالها عددا من
21
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 21