نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 203
المسيحية للرهبنة ، وبين ضرورة الزواج خوف الزنا ، أصبح الزواج مباحا من واحدة فقط ، ولا يجوز الطلاق إلا في حالة الزنا ، فإذا تم طلاق بسبب الزنا لا يجوز لأي من هذين الزوجين أن يتزوج مرة أخرى ، أما إذا كان الفراق بالموت فإن الحي يجوز له أن يتزوج ، وهم في مسألة الطلاق يخالفون اليهودية التي تجيز الطلاق بدون زنا ، وهناك حالة أخرى غير الزنا يجوز فيها الطلاق في المسيحية وتلك إذا كان أحد الزوجين غير مسيحي فيصح التفريق عند تهاجرهما وعدم الألفة بينهما . ويهتم المسيحيون بكثرة النسل ويحاربون تحديده ، ومما ينسب إلى البابا بيوس الثاني عشر قوله في الاتحاد الإيطالي لجمعيات العائلات الكثيرة العدد سنة 1958 ما يلي : إن خصب الزواج شرط لسلامة الشعوب المسيحية ودليل على الإيمان بالله والثقة بعنايته الإلهية ومجلبة للأفراح العائلية [1] ، ويزيد اهتمامهم بكثرة النسل في البلاد التي يكونون فيها أقلية أو مساوين في التعداد تقريبا لأتباع غير المسيحية من الديانات ، ولذلك تراهم في الشرق بوجه خاص يتجهون إلى إكثار النسل في الوقت الذي يتجه فيه سواهم من أتباع الديانات الأخرى بهذه المنطقة إلى تحديد النسل . وفي ختام هذه الدراسة نقرر أن المسيحية فقيرة في تشريعاتها ، وأنها دين يعني بالروحانيات ، ولا يهتم بشؤون الدنيا ، وهذا يؤكد أنها تكملة لأديان بني إسرائيل ، فقد تركت لهذه الأديان كل مسائل التشريع أو أكثرها ، وقنعت بتوجيه كل العناية إلى الجانب الذي أهمله اليهود ، وهو جانب التسامح والحب والزهد في الدنيا .
[1] مجلة الوثائق الكاثوليكية العدد 1271 سنة 1958 .
203
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 203