نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 151
وبعضها من البوذية ، وبعضها من الفلسفة الإغريقية ، وبعضها من الخرافات التي يدين بها البدائيون وهكذا . وأما المرجع الثالث فإن عنوانه : ( المسيحية الوثنية ) خير وهو بذلك دليل على اتجاه مباحثه . وبجانب هذه المراجع هناك مراجع أخرى سلكت هذا السبيل ، وفيما يلي صورة سريعة مستقاة من هذه الكتب ، توضح لنا بدقة خطأ الادعاء الذي يرى أن هذه العقائد مستمدة من الأناجيل أو من أقوال عيسى ، فقد وجدت هذه الاتجاهات قبل عيسى وقبل الأناجيل بمئات السنين . وأول ما نورده اقتباس من الأستاذ عباس العقاد يربط بين عقائد المسيحية وعقائد البدائيين ، يقول سيادته : لما كشفت أمريكا الوسطى ، وجد الأسبان أقواما يتعبدون على أديان لا يعرفونها فخف القساوسة والمبشرون إلى البلاد الجديدة ليبحثوا في أديانها ، ويحولوا أقواما إلى العقيدة المسيحية ، فأدهشهم بعد قليل من الدراسة أن يروا أن لهم شعائر على شئ من الشبه بنظائرها في الديانة المسيحية ، وذلك كالتكفير عن الخطيئة ، والخلاص ، وغيرهما من المناسك [1] . وقد ظهرت البوذية قبل المسيحية بأكثر من خمسة قرون ، ويلاحظ غوستاف لوبون تشابها واضحا بين الديانتين من ناحية الشكل ومن ناحية الموضوع ، ونقتبس منه قوله : إنك تلاحظ تماثلا عجيبا من كل وجه بين صيام عيسى في البرية حيث حاول الشيطان أن يغويه ثلاث مرات ، وصيام بوذا في الآجام حيث حاول الشيطان أن يغويه ثلاث مرات أيضا ، ويذكرنا ما حدث لهذا الحكيم الهندوسي مع المرأة التي طلب منها أن تسقيه وهي من الطبقة الدنيا ، بما حدث لعيسى مع السامرية وما قاله لها . وكلتا الديانتين