responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 145


4 - ويروي يوحنا عن عيسى قوله : أنا أسمع وأدين ودينونتي عادلة [1] .
وليس لنا أن نناقش هذه العقيدة بعد أن ناقشنا أسسها وأثبتنا بطلانها ، وأنها مبنية على ألوهية المسيح وهو أساس باطل ، وإذا ثبت أنه بشر نبي لم يكن له الحق أن يحاسب أو يدين ، وقد جاء في الوثيقة التي أشرنا لها من قبل والتي نشرتها جريدة التايمز بتاريخ 15 يوليو سنة 1966 النص الآتي منسوبا إلى عيسى : لن أحاسب الناس على أعمالهم ، أو أحكم عليهم ، الذي أرسلني هو الذي يصنع ذلك .
والتفكير الإسلامي في هذا الموضوع يجعل الرسل شهودا بالتبليغ على أقوامهم أمام الله العلي العظيم ، كما تشهد أعضاء الإنسان عليه بما فعل ، أما الحكم النهائي فهو لله الذي يحكم لا معقب لحكمه ، فإذا قارنا هذا التفكير الإسلامي بالتفكير المسيحي نجده متقارب الأصول من حيث أن كل نبي يحضر محاسبة قومه ويعلن أمام الله العلي العظيم أنه بلغهم ما أمر به ، ولكن الحكم النهائي في اعتقاد المسلمين لله العلي العظيم ، والحكم عند المسيحيين للمسيح ، وسبب ذلك الانحراف في التفكير المسيحي ، هو ما يتخيله المسيحيون دائما من منافسة بين الله العلي العظيم وبين عيسى ، وهذا الخيال المريض لم يجعل المسيحيين يقنعون بالتفكير العام الذي يقضي بأن الحكم لله وأن الرسل شهداء على أقوامهم كما سبق ، لم يقنع المسيحيون بذلك فوضعوا عيسى على كرسي بجوار الله وحكموا له أنه هو الذي سيحاسب ويدين وأن الله تنازل له عن هذا السلطان . إن المسيحيين في كثير من الأحيان لا يريدون أن يقنعوا بمساواة المسيح لله ، بل يحاولون أن يرتفعوا به إلى غاية أعلى وهي سبق الابن للأب ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) .
وربما جاز لنا أحيانا أن نفهم أن تفكير المسيحيين قريب الصلة بعبادة الأبطال وربما كانوا إلى عبادة الأبطال أميل .



[1] إصحاح 5 الفقرة 20 .

145

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست