نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 95
سخط الناس ، فذبل الابن وسقط مريضا ، وأنفق الرجل على ابنه أضعاف ما دفع إليه من مال . وتجربة رابعة : أحد باشوات العهد الماضي كان يبعث بابنه إلى المدارس ، وكان الابن يركب السيارة الفاخرة كل يوم في ذهابه وغدوه ، وكان للباشا طباخ له ابن في عمر ابن الباشا ، تقريبا ، وقد التحق ابن الطباخ بالمدارس الابتدائية فأظهر استعدادا طيبا ، ثم ألحقه أبوه بالمدارس الإعدادية ، ولكن الباشا صاح في وجهه : إذا كان ابنك يريد أن يتعلم فمن سيكون طباخ ابني ؟ وأوشك الطباخ أن يخضع لرغبة الباشا ، وما كان له إلا أن يفعل ، ورسم لابنه أن يتعلم الطبخ ليصبح طباخ ابن الباشا في المستقبل ، ولكن الود كان يقرأ في غفلة من الباشا ومن ابن الباشا ، وكان يستعمل كتب ابن الباشا ، وشجعه على ذلك مدرس صغير لمح ذكاءه ، وتقدم ابن الطباخ للشهادة الإعدادية من الخارج فحصل على مجموع كبير يضمن له المجانية في التعليم الثانوي ، وتمرد ابن الطباخ على أبيه وأصر على أن يتعلم ، وهجر بيت الباشا إلى بيوت أخواله والتحق بالمدرسة ، وعانى ابن الطباخ حياة مرة فقيرة ولكنه صبر ، وكان يكتفي بمصباح ضئيل يستذكر عليه دروسه ، وأتم دراسته الجامعية وكان أول الناجحين فأرسلته الجامعة مبعوثا على نفقتها للحصول على الدكتوراه في الخارج . وبدأ الحظ يلمع لابن الطباخ وعاد دكتورا في الهندسة ، وفتح أمامة الباب ، وبدأ يكون ثروة ليست بعيدة عن منطقة نفوذ الباشا ، وجاء العهد الجديد لمصر ، وألغيت الألقاب وحددت الملكية ، واضطر الباشا أن يبيع
95
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 95