نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 24
للتوحيد ويحتقر التعدد والأصنام ، وهكذا ، فلم يكن الطعن قط هدفا لكاتب يحترم قلمه ويحترم نفسه ، وفالهدف هو الحقيقة وحدها ، فإذا عثر عليها الكاتب أعلنها في سرور وغبطة ، وعلق عليها بما تستحقه من ثناء وتأييد ، أو من معارضة وتفنيد . وعلى كل حال فتلك المحاولة - محاولة البحث العلمي دون تحيز - كانت هدفي منذ بدأت العمل حتى أتممته ، وأرجو أن تكون هذه المحاولة قد نجحت لأنه قد يشق على الإنسان أن يخلع نفسه من عقيدته ، ولكني على كل حال أم أكتب هذا الكتاب للدفاع عن الإسلام ، وإنما كتبته بحثا علميا كرفاقه من الأجزاء الأخرى في هذه السلسلة . وجدير بنا أن نوجه الآن جهدا كبيرا لشرح الإسلام في عهد النور الذي أطل على العالم الإسلامي ، وفي عهد الاضطراب الذي تجتازه الإنسانية في الوقت الحاضر ، والذي نعتقده أن الإسلام فقط هو الذي يحمل الدواء لما أصاب الإنسانية من مشكلات وآلام ، لقد بدأت رسالة محمد - كما سنوضح فيما بعد - وكانت مدنية العالم على وشك التفكك والانحلال ، فأنقذتها هذه الرسالة من دمار محقق ، والآن ، نجد التاريخ يعيد نفسه ، فقوى الشر تتحفز للقضاء على الحضارة الإنسانية التي استنفدت ألوانا ضخمة من الجهود لإقامة صرحها ، فلنقدم رسالة محمد مرة أخرى لعلها تنقذ العالم الآن كما أنقذته من قبل . والاقبال على الإسلام في العهد الحاضر يقوي الاعتقاد أن الإسلام دين المستقبل ، وهذه حقيقة يدركها كل باحث في انتشار الأديان ، فالذي لا شك فيه أن جهود المبشرين بالدين المسيحي أقرب إلى الفشل ، إذ أن التكاليف التي يتكلفها
24
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 24