نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 143
ولا يجب الحج إلا على القادر عليه من حيث الصحة والتكاليف وأمن الطريق . تلك هي العبادات في الإسلام ، وهي فيما نرى ويرى المنصفون رياضيات جسمانية ورياضات روحانية ، وهي كذلك تنظم شؤون الفرد وترتب شؤون الجماعة ، وفيها رعاية أحوال الدنيا وبها صلاح حال الدين ، وهي " غذاء للإيمان وعلامة الصدق فيه " [1] وسنعود إلى كل من هذه العبادات نستوضح الهدف من فرضه ، ونستلهم المزايا منه ، ولكنا نبادر فنقرر أن بعض الأحكام لا يتفق الناس على فهم أسبابها ، بل ترى بعضها وكأنما ليس له علة ظاهرة ، واعتقادي أن غموض بعض العلل مثل سبب عدد الركعات في الصلوات ومثل النصاب في بعض ما تجب الزكاة فيه ، فلسفة لها مغزاها المهم ، إنما ترمى إلى تعليم الطاعة أحيانا ولو لم يظهر سبب الأمر ، وما ألزم الطاعة المطلقة للإنسان في كثير من الأحيان ، فالجند يلزم أن يطيعوا أوامر القائد دون أن يتساءلوا عن سببها ، والمرضى يلزم أن يتبعوا نصائح الطبيب وإن لم يعرفوا دوافعها ، وهكذا ، فإذا ظهرت لنا العلة واضحة في الصلاة والزكاة فليس هناك داع أن نتبع كل الجزئيات بالتعليل والبحث عن الأسباب . ونعود الآن لهذه العبادات لنسرد طرفا من فلسفة الإسلام فيها : الصلاة : من الواضح أن حركات الصلاة حركات رياضية ، وأن تلك الحركات تشمل الجسم كله ، وهي منتظمة كالانتظام في الرياضة البدنية الفردية أو الجماعية
[1] الأستاد الأكبر الشيخ شلتوت : منهج القرآن في بناء المجتمع ص 174 .
143
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 143