نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 104
الناس فيها وبغوا ، ونالوا ما أحبوا أن ينالوه بأية وسيلة من الوسائل غير هيابين ولا خائفين ، ولكن النفس البشرية من تلقاء نفسها تدرك أن بعد هذه الحياة حياة ، وأن بعد العمل حسابا . ويتضح من مبادئ الدين الإسلامي سماحته مع أتباع كل الديانات ، إنه يجمع الناس جميعا على إله واحد ، ويجعل من مبادئه الاعتراف بالرسل السابقين وبكتبهم ، فهو يمد يده لأتباع الديانات السماوية ليلتفوا حوله ، ويمد يده لمن لا دين له ليدخل حظيرة النور . ومن مفاخر الدين الإسلامي أنه سوى بين الناس ، ولم يجعل لجنس على جنس مزية فكان بذلك دينا يقاوم الطبقات ويقام تسلط الشعوب على الشعوب ، ويقول أستاذنا الإمام محمد عبده [1] في ذلك الموضوع : رفع الإسلام كل امتياز بين الأجناس البشرية ، وقرر لكل فطرة شرف النسبة إلى الله في الخلقة ، وشرف اندراجها في النوع الإنساني في الجنس والفصل والخاصة ، وشرف استعدادها بذلك لبلوغ أعلى درجات الكمال الذي أعده الله لنوعها ، على خلاف ما زعمه المنتحلون من الاختصاص بمزايا حرم منها غيرهم ، وتسجيل الخسة على أصناف زعموا أنها لن تبلغ من الشأن أن تلحق غبارهم ، فأماتوا بذلك الأرواح في معظم الأمم ، وصيروا أكثر الشعوب هياكل وأشباحا .