نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 236
وننتقل الآن إلى نقطة مهمة جديرة بالايضاح ، هي أن الرق عند هذه الأجناس جميعا يشمل الجسم والعقل ، فالرقيق يتبع سيده في دينه وتفكيره كما يعمل له بجسمه ، ولا حق للرقيق أن يفكر أو أن يتبع تفكيرا آخر غير تفكير سيده وللسيد أن ينزل برقيقه من العقاب ما يشاء لأنه يملكه ملكا كاملا . تلك المقدمة القصيرة عن الرق في الدول المختلفة نستطيع بها أن نعرف بوضوح مكانة التفكير الإسلامي في مسألة الرق . الإسلام والرق : نبدأ حديثنا عن الإسلام والرق بأن نسأل سؤالا هاما هو : ما موقف الإسلام من الرق ؟ وهل ألغاه ؟ أما موقف الإسلام من الرق فيلخصه قوله عليه السلام " شر الناس من باع الناس [1] " . وأما من ناحية إلغائه فنقرر أن الإسلام - إن كان لم بلغ الرق إلغاء صريحا مباشرا - قد وضع نظاما يكفل إلغاء الرق ، فيمكن القول بأن الإسلام ألغى الرق بطريق غير مباشر . لماذا لم يلغ الإسلام الرق بطريق مباشر ؟ وما هو هذا النظام الذي وضعه الإسلام ليلغي الرق بطريق غير مباشر ؟ هذا ما سنتكلم عنه فيما بل بتفصيل كاف . أما الإجابة عن السؤال الأول ، وهو لماذا لم يلغ الإسلام الرق بطريق مباشر ، فإنها تنحصر في سببين . 1 - التكافؤ في المعاملة ، فقد كانت هناك حروب بين المسلمين وغير المسلمين وكان غير المسلمين يستحلون استرقاق المسلمين ، فكان لا بد أن يعاملهم المسلمون بالمثل كما سبق القول .
[1] كتاب العلل مخطوط ببرلين رقم 8327 ورقة 206 ج نقلا عن آدم متز : الحضارة الإسلامية ح 1 ص 277 .
236
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 236