نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 197
والتناسخ يعارض كل الدراسات العلمية وعلم الأجناس حيث تقرر أن الولد بعض أبويه واستمرار لهما ، إنه يماثلهما جسما ويماثلهما روحا ومواهب ، فهو يرث عن ذويه لون الجسم والعيون والشعر ، ويرث القامة ، والصحة والمرض . ويرث المواهب والأخلاق غالبا . ولذلك فالتناسخ شذوذ عن الفكر العلمي والطبيعي . وإذا كان التناسخ للجزاء فماذا يقول الفكر الهندي عن الطفل الذي يموت عقب الولادة ؟ إن الروح به لم تستمتع ولم تعاقب . فليست ولادته إذا وبعث روح شخص آخر به إلا عبثا . والتناسخ لا يفسر لنا الزيادة المطردة في التعداد . والهبوط الواسع أحيانا في أثناء الحروب من أين تجئ الأرواح الجديدة ؟ وإلى أين تذهب أرواح القتلى في الحروب حيث يكون المواليد أقل من الموتى ؟ والقول بالتناسخ تفكيك للأسرة وتصوير لها على أنها أشتات من الناس لا روابط بينها . فكل فرد من أفرادها منحدر من فرد لا نعرفه . وعلى ما في هذا من الارتباك الاجتماعي . فهو أيضا يخالف الملاحظ غالبا من تقارب حظوظ أفراد الأسرة الواحدة مما يدل على صلاتها الأسرية لا على أنها أشتات كما يرى مبدأ التناسخ . وفيما يتعلق بالإله نجد الفكر الهندي يتراوح بين التعدد وبين الانكار أو الاهمال . والعجيب إن موقف الجينيين والبوذيين من الاعتراف بالإله كان رد فعل لسوء تصرف طبقة من البراهمة واستبدادهم فخاف الجينيون والبوذيون أن تتكون عندهم طبقة لاهوتية كالبراهمة إن قالوا بالإله . فأنكروه أو أهملوا الكلام عنه لهذا الغرض . وذلك موقف لا يرتضى . وقد ترتب على إنكارهم للإله أو إهمالهم الكلام عنه - كما سبق القول - أن أله الجينيون مهاوبرا وأله البوذيون برذا . وامتلأت معابدهم بالآلهة . وانحدر الفكر الهندي إلى عبادة
197
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 197