نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 184
شهدت الفترة الأولى [ من مطلع البوذية حتى القرن الأول الميلادي ] تحولا كبيرا في العقيدة البوذية فيما يتصل ببوذا ، فقد كان في أول هذه الفترة يعد معلما ورجلا عظيما ورائدا عالميا ، ثم أصبح بمرور السنين رجلا مقدسا فمعبودا فإلها ، ولم يكن ذلك التطور الواسع باتفاق الجميع ، ولذلك عقدت عدة مؤتمرات للتوفيق . ولكنها لم تستطع أن تقنع الجماهير بترك مكان الإله شاغرا كما أراده بوذا أن يكون ، فظل الخلاف قائما . وفي خلال هذه الفترة ظهر الإمبراطور آسوكا الذي دفع بالبوذية إلى خارج حدود الهند كما سبق القول ، وبدأت البوذية تبني المعابد وتضع فيها الآلهة ، كما بدأت تقيم الجمعيات التي ترعى الحياة الاجتماعية وتشرف على شؤون الدين وبخاصة في الهند وسيلان . وفي الفترة الثانية أي من القرن الأول حتى القرن الخامس الميلادي أخذت البوذية تنتشر تجاه الشرق إلى البنغال ، وتجاه الجنوب الشرقي إلى كمبوديا وفيتنام ، وتجاه الشمال الغربي إلى كشمير ، وفي القرن الثالث اتخذت طريقها تجاه الشرق إلى الصين وأواسط آسيا ، وكان دخولها إلى الصين بطريق البحر أيضا ، ومن الصين اتجهت إلى الشمال الشرقي فدخلت كوريا ، وكان لنشاط الحجاج الصينيين الذين زاروا الهند وسيلان وجاوة بين سنة 399 وسنة 414 م أثر كبير في نشر البوذية في هذه البقاع ، وكانت البوذية في هذه البقاع تتعاون تعاونا كاملا مع النظام الملكي الذي كان مسيطرا خلال هذه القرون على هذه الأقطار ، وبواسطة هذا الارتباط بين الدين والسياسة انتشرت البوذية وكثر تابعوها وشهدت هذه المدة ؟ قدما واضحا في الثقافة البوذية التي أخذت تقيم المعاهد وتنشر تراثها على أتباعها . وفي المدة التالية أي من القرن السادس إلى العاشر الميلادي استمرت البوذية في التقدم والانتشار ، وبخاصة من كوريا والصين إلى اليابان ، ومن الهند إلى نيبال ، ثم إلى التبت ، وزادت مواكب الحجاج في هذه
184
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 184