نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 144
على كل حال لنسر الآن شوطا آخر قبل أن نتحدث عن الإشراقة أو ما يسميه البوذيون " النرفانا " وهي السر أو الحل لكل هذه الآلام . ونحب هنا أن نوضح بعض الأسماء والظاهر الجديدة التي حدثت مع حدوث البوذية ، ومن أهمها إطلاق لقب ( بوذا ) أي العارف المستنير على غوتاما كما ذكر آنفا ، واللفظ في الأصل وصف ، ولكن غلب إطلاقه على غوتاما ، فأصبح علما عليه ، وجاز بذلك استعماله من غير " أل " التعريفية ، وبوذا هو الاسم الذي سنستعمله منذ الآن في الحديث عن سذهاتا الأمير أو غوتاما الراهب : أما الشجرة التي كان بوذا يجلس تحتها عندما تم له الكشف فقد سميت شجرة العلم ، أو الشجرة المقدسة ، وقد احتلت عند البوذيين مكانة سامية ، مثل مكانة الصليب عند المسيحيين ، وإذا كان المسيحيون قد نشروا الصليب في حياتهم ورسموه على حليهم وأجسامهم ، فإن البوذيين يرون في الشجرة المقدمة شيئا يجب أن يسعى له الناس لا أن يسعى هو للناس ، ولهذا زرعوا في كل قطر شجرة واحدة من نوع الشجرة المقدمة يحج الناس إليها ، في مناسبات مختلفة ، وفي معبد بروبو دور بالقرب من جوكجا كرتا بإندونيسيا توجد الشجرة الوحيدة في جاوة من هذا النوع ، والبوذيون يسعون إليها للتبرك والزيارة ، وتحميها إدارة المعبد بسور حولها خوف أن يلتقط البوذيون أوراقها أو أغصانها للتبرك ، أو يعبثوا بجذعها في تقربهم لها واحتكاكهم بها ويعلق Wells على عناية البوذيين بهذه الشجرة بقوله : ومن سوء الحظ أن تلاميذ جوتاما عنوا بحفظ شجرته أكثر من عنايتهم بالحفاظ على أفكاره التي أساءوا منذ البداية فهمها وشوهوها ومسخوها [1] أما غابة أورويلا فقد فقدت منذ ذلك التاريخ هذا الاسم واتخذت اسما جديدا يتناسب مع هذا الحدث الجلل الذي حدث بها وهذا الاسم هو بوذاكيا ( Budphagya ) .