نام کتاب : قاموس الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية جلد : 1 صفحه : 1090
يذكر في ذيل قائمة الرسل مقترنا بهذا اللقب الذميم . وحرص كتاب البشائر على تمييزه عن يهوذا الآخر ، باسم " الذي أسلمه " ( مر 3 : 19 ولو 6 : 16 ) ، أو " يهوذا سمعان " ، ( يو 13 : 2 ) أما يهوذا الآخر فيسمى " يهوذا ليس الإسخريوطي " ( يو 14 : 22 ) . وقد لبى نداء المسيح ، فقد تبعه أسوة بالآخرين ، واستمر سائرا معه بعد ما تركه الآخرون ولم يعودوا يتبعونه . وخصه يسوع ليكون " أمينا للصندوق " ولكن بدلا من أن يجعله انتخاب يسوع له لهذا العمل ، يتغلب على الطمع والأنانية فيه ، فقد نبه أنانيته وطمعه وصار سارقا يبتز ما بقي في الصندوق الذي عهد به إليه ( يو 12 : 6 و 13 : 29 ) . وانتقاده لمريم عندما دهنت قدمي يسوع بالطيب في بيت عنيا ( يو 12 : 1 - 8 ) . كان دليلا قاطعا على مصانعته وريائه . غير أن طمع يهوذا ، وإن كان الباعث الأقوى لخيانته ، لكنه لم يكن الحافز الوحيد . لو كان الأمر كذلك ، لما اكتفى يهوذا بثلاثين من الفضة وهو مبلغ زهيد ، وثمن عبد في تلكم الأيام ، بل لانتهز الفرصة المناسبة لغنم مبلغ أضخم ، ولكان أجدى له أن يبقى أمينا للصندوق ، يختلس منه ما تيسر . والحقيقة أن شهوات أخرى كانت تتأجج نيرانها في صدره ، فقد ظن القوم أن يسوع جاء ليقيم دعائم ملك سياسي ، أرضي ، فطمع ، كما طمع يعقوب ويوحنا إلى منصب رفيع في هذا الملك ، فخاب أمله ، وطاش سهمه وأحس نفسه في مرتبة وضيعة ولم يبلغ حتى مكانة الثلاثة المفضلين من زملائه . فتمتلئ نفسه غيرة وهو يرى بطرس ويعقوب ويوحنا الجليليين يفضلون عليه ويؤخذون قبله في بيت يايروس ، وعلى جبل التجلي . ومع مرور الزمن يرى أن ملكوت المسيح الذي عقد عليه الآمال الكبار أصبح أمرا مشكوكا فيه ، وإلا لماذا أضاع يسوع الفرصة التي كان يمكنه فيها أن يظهر زعيما عظيما وملكا قديرا ( يو 6 : 15 ) . فيعرض عنه وينفر منه ، وتستحيل النفرة إلى عداء . ولكن حب المال والظهور والسيطرة لا يعلل خيانة يهوذا تعليلا كافيا مقنعا . وليس من شك بأن حب المال والسلطان كانا عاملين قويين من العوامل التي حدت بيهوذا للسير في طريق خاطئ ، رفض يسوع بشمم وإباء ، أن يسلك فيه ( مت 4 : 1 الخ ) . ولهذا فقد اتفق البشيرون على تعليل واحد لمسلك يهوذا البشع : " دخله الشيطان " ، ( لو 22 : 3 ويو 13 : 27 ) . ويؤيد هذا ما قاله يسوع " واحد منكم شيطان " ( يو 6 : 70 ( 71 ) . إننا نرى من قصة يهوذا أن الله لا يكره أحدا على قبول الخلاص ، وأن من يقاوم يسوع يصبح فريسة في قبضة الشيطان . وليست هناك إمكانية ثالثة أو منطقة محايدة ، والانتحار هو السبيل الوحيد لمن فقد إيمانه ، وأخذ اليأس بتلابيبه . وعندما بانت ليهوذا فعلته الشنعاء مضى وخنق نفسه ( مت 27 : 5 ) . لقد عرف أنه ضل الطريق ، ولكنه لم يجد طريق التوبة ( مت 27 : 3 ) . ولسنا نجد وصفا لنهاية يهوذا أصدق من القول الذي جاء في اع 1 : 20 و 25 . فقد حزن بطرس بسبب نكرانه وخيانته لسيده ، ولكن حزنه كان إلهيا خلص به ، لأنه قاده إلى توبة حقيقية . وأما حزن يهوذا فكان دنيويا ، كان مجرد أسف لم يصحبه أي شعور بالندامة ، ولهذا هوى به إلى أسفل الدركات . ويتفق ما جاء في مت 27 : 5 بأن الدينونة التي نزلت بيهوذا كانت ثمنا للوثة الكريهة . والحقل الذي اشتري
1090
نام کتاب : قاموس الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية جلد : 1 صفحه : 1090