وحسن مآب ) ، وكيف يكون له عند الله زلفى وحسن مآب إذا كان قد اتبع هواه مدة من الزمان كما يزعمون إلى الزنا بذات البعل وتسبيبه قتل زوجها ، وقد قال الله له 25 : ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) . وأن هاتين الآيتين الأخيرتين يتحصل منهما برهان استثنائي على أن داود لم يتبع الهوى فلم يفعل خطيئة ، وتقريره هو أن كل من يتبع الهوى له عذاب شديد بحكم الآية الأخيرة ، لكن داود ليس له عذاب شديد بل له عند الله زلفى وحسن مآب بحكم الآية التي قبلها ، فينتج بالبداهة أن داود لم يتبع الهوى فكيف تفسر الآيات السابقة ؟ أو يتوهم في معناها ما يناقض هذه النتيجة ، وإذا تدبرت هذا كله عرفت صواب الشيخ السنوسي وجرأة المتكلف عليه " يه 1 ج ص 53 س 16 " ، وسيعلمون غدا من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى . وفي المزمور المائة والتاسع عشر 101 من كل طريق شر منعت رجلي لكي أحفظ كلامك 102 عن أحكامك لم أمل ، لأنك أنت الذي علمتني 110 أما وصاياك فلم أضل عنها . وليت شعري كيف يجتمع هذا المنسوب إلى الإلهام والوحي مع ما سنذكره من العهدين مما يشدد القدح في قدس داود ، وكيف لا يتناقضان ؟ وكيف يكون التناقض ؟ . ففي الحادي عشر من صموئيل الثاني 2 وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة جدا 3 فأرسل داود وسأل عنها فقال واحد : أليست هذه بثشيع بنت اليعام امرأة أوريا الحثى ؟ 5 فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها 5 وحبلت فأرسلت وأخبرت داود وقالت : إني حبلى ، فأرسل داود على أوريا وجاء به من الحرب وأمره أن يذهب إلى بيته " وغرضه أن يقارب أوريا امرأته فيتموه أمر الحمل " فلم يمض أوريا إلى بيته مواساة لأصحابه المتجردين للحرب في سبيل الله مع