responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهدى إلى دين المصطفى نویسنده : الشيخ محمد جواد البلاغي    جلد : 1  صفحه : 128


ما يدل على طلب الرسالة لهارون ، وأن الموارد الأخر من القرآن لتشهد بأنه طلب الرسالة لهارون معه ليكون ذلك أنجح لحصول الغرض ، فقد حكى الله عنه في سورة القصص قوله 34 : ( وهارون أخي هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون 35 قال سنشد عضدك بأخيك ) وفي سورة طه 30 ( واجعل لي وزيرا من أهلي 31 هارون أخي 32 اشدد به أزري 33 وأشركه في أمري - 36 قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ) . بل يدل في خصوص المورد ما تقدم من قوله تعالى : " كلا " أي لا تخف من القتل ولا يصلون إليك بسوء فاذهبا بآياتنا فإن قوله تعالى : ( فاذهبا بآياتنا ) دال بواسطة الفاء التفريعية على أن الأمر بذهابهما معا إجابة لمطلوب موسى وإيتاء لسؤله بقوله : " فأرسل إلى هارون " وكاشف عن أن المطلوب لموسى هو إرسال هارون معه لا الاستبدال به .
ولئن تنزلنا قلنا الذي المعرفة : أفلا يكون ما ذكرنا في دلالة الآيات احتمالا يمنع المتكلف عن جزمه في دعواه ولكنه قد امتلأ سمعه وقلبه من صراحة التوراة الرائجة في نقلها استعفاء موسى من الرسالة بلسان غير لين ولا موافق للأدب فصار يحمل ذلك على عاتق القرآن وحاشا وكلا . ففي رابع الخروج " 10 " فقال موسى للرب : استمع أيها السيد لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول أمس ولا من حين كلمت عبدك ، بل أنا ثقيل الفم واللسان " 11 " فقال له الرب : من صنع للإنسان فما أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيرا أو أعمى ؟ أما هو أنا الرب " 12 " فالآن اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به " 13 " فقال استمع أيها السيد أرسل بيد من ترسل " 14 " فحمى غضب الرب على موسى وقال : أليس هارون اللاوي أخاك أنا أعلم أنه هو يتكلم إلى آخره .
وأنك لترى أن سوق الكلام القول المنسوب إلى موسى أخيرا : " استمع أيها السيد أرسل بيد من ترسل " يعطي ما معناه أني لا أعتمد على هذا الوعد ولا أصغي إلى هذه الحجة ، بل اختر لرسالتك رسولا غيري . وحق أن يحمي غضب الله لذلك اللهم إني أعوذ بك أن انسب مثل هذا لقدس رسولك

128

نام کتاب : الهدى إلى دين المصطفى نویسنده : الشيخ محمد جواد البلاغي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست