لئلا تخطأوا . وإن خطئ أحد فهناك شفيع [2] لنا عند الآب وهو يسوع المسيح البار [3] 2 إنه كفارة [4] لخطايانا لا لخطايانا وحدها بل لخطايا العالم أجمع . [ الشرط الثاني : حفظ الوصايا ولا سيما المحبة ] 3 وما نعرف به إننا نعرفه [5] هو أن نحفظ وصاياه . 4 من قال : " إني أعرفه " ولم يحفظ وصاياه كان كاذبا ولم يكن الحق فيه . 5 وأما من حفظ كلمته فإن محبته لله قد اكتملت فيه حقا . بذلك نعرف أننا فيه . 6 من قال إنه مقيم فيه وجب عليه أن يسير هو أيضا كما سار يسوع [6] . 7 أيها الأحباء ليس بوصية جديدة اكتب إليكم [7] بل بوصية قديمة [8] هي عندكم منذ البدء . وهذه الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها . 8 على أنها أيضا وصية جديدة [9] اكتب بها إليكم .
[2] في الإنجيل الرابع ( راجع يو 14 / 16 و 26 و 15 / 26 و 16 / 7 ) ، ترجمت هذه الكلمة اليونانية ب " المؤيد " ، وفي هذا الإنجيل تدل على الروح الذي يغيث المؤمنين في هذه الأرض ، في حين أن المقصود هنا هو الرب يسوع الذي يشفع لهم عند الله . [3] إن هذا النعت ، الذي يطلق على يسوع كما أطلق على الله ( 1 / 9 ) ، لا ينظر إليه من ناحية برارته وكماله الأخلاقي ، بقدر ما ينظر إليه في العمل الذي يبرر به الخاطئين ، وهو أمين على وجه تام لقصد الله . [4] تتكرر هذه العبارة في 4 / 10 وهي مأخوذة من مفردات ذبائح العهد القديم ( خر 29 / 36 - 37 مثلا ) ، وهي توحي بذبيحة يسوع المسيح الطوعية على الصليب ، فإنه بصفته " ذبيحة تكفير " ( راجع رؤ 5 / 9 - 10 ) يشفع لنا الآن عند أبيه . [5] لا تقتصر " معرفة الله " ، بحسب المعنى الكتابي لهذه العبارة ( راجع ار 31 / 34 خاصة ) ، على تكوين فكرة نظرية عنه ، بل تشمل الدخول في صلة شخصية معه والحياة بالاتحاد به ( راجع أعلاه 2 / 13 + ) . ويشير الكاتب هنا إلى كل ما تتضمنه مثل هذه " المعرفة " لله . أمام الخطر الذي يهدد المسيحيين بالتهرب إلى التأملات النظرية الدينية ، يهتم يوحنا بأن يكيف الإيمان كل وجودهم حقا . والمقياس لمعرفة الله الصحيحة هو العمل بوصاياه ، أي محبة القريب أساسا . [6] الترجمة اللفظية : " كما سار ذلك " . في الرسالة ، يعود دائما اسم الإشارة البعيد إلى يسوع المسيح ( 3 / 3 و 5 و 7 و 16 و 4 / 17 ) . بذل يسوع حياته حبا لنا ( 3 / 16 ) . فمن شأنه مثله أن يجعلنا نحيا نحن أيضا في المحبة ( 3 / 17 - 18 ويو 13 / 15 و 34 ) . [7] ليست وصية المحبة بدعة حديثة ، شأن أقوال العلماء الكذابين ، لكنها ترقى إلى " البدء " ( 3 / 11 و 2 يو 5 - 6 ) ، إلى إعلان البشارة الأول . يوصي يوحنا بتلك الأمانة للتقليد ، ويلح في كلامه على الموضوع ( 1 / 1 و 2 / 13 و 14 و 24 ) . [8] " وصية " المحبة الأخوية " قديمة " بمعنيين مترابطين : إنها في الوحي ترقى إلى المسيح ، وفي إيمان المسيحيين ترقى إلى زمن لقائهم للبشارة . [9] هذه " الوصية جديدة " في تاريخ الخلاص ، لأن المسيح كان للبشر بموته الكشف السامي للمحبة ( 3 / 16 وراجع يو 13 / 34 ) ، وهي تؤون فيما بينهم حقيقة العالم الآتي .