عادلا ، 3 فكيف ننجو نحن إذا أهملنا مثل هذا الخلاص الذي شرع في إعلانه على لسان الرب ، وأثبته لنا أولئك الذين سمعوه ، 4 وأيدته شهادة الله بآيات وأعاجيب ومعجزات مختلفة [2] وبما يوزع الروح القدس من مواهب كما يشاء . [ الفداء من عمل المسيح لا من عمل الملائكة ] 5 فإنه لم يخضع للملائكة العالم المقبل [3] الذي عليه نتكلم ، 6 فقد شهد بعضهم في مكان من الكتاب قال : " ما الإنسان فتذكره ؟ وما ابن الإنسان فتنظر إليه ؟ 7 حططته قليلا دون الملائكة [4] وكللته بالمجد والكرامة 8 وأخضعت كل شئ تحت قدميه " . فإذا " أخضع له كل شئ " [5] ، فإنه لم يدع شيئا غير خاضع له . على أننا لا نرى الآن كل شئ مخضعا له ، 9 ولكن ذاك الذي " حط قليلا [6] دون الملائكة " ، أعني يسوع ، نشاهده مكللا بالمجد والكرامة [7] لأنه عانى الموت ، وهكذا بنعمة الله [8] ذاق الموت من أجل كل إنسان . 10 فذاك الذي من أجله كل شئ وبه كل شئ ، وقد أراد أن يقود إلى المجد كثيرا من الأبناء ، كان يحسن به أن يجعل مبدئ خلاصهم مكملا [9] بالآلام ، 11 لأن كلا من المقدس والمقدسين له أصل واحد [10] ، ولذلك لا يستحيي أن يدعوهم إخوة 12 حيث يقول : " سأبشر باسمك إخوتي وفي وسط الجماعة أسبحك " [11] . 13 ويقول أيضا :
[2] راجع مر 16 / 17 - 18 و 20 ورسل 5 / 12 وروم 15 / 19 و 2 قور 12 / 12 . [3] الترجمة اللفظية : " المسكونة المقبلة " ( راجع 1 / 6 + ) . [4] في العبرية " إيلوهيم " ، وهي صيغة جمع كثيرا ما تدل على المفرد : " إله " . فهمت الترجمة السبعينية هذه الكلمة بمعنى صيغة جمع ( " كائنات إلهية " ) وترجمتها ب " الملائكة " . [5] مز 8 / 5 - 6 و 7 ب . [6] بالمعنى المكاني : " على مستوى أدنى قليلا " ، أو بالمعنى الزماني : " قليلا من الزمن " . [7] تتحقق دعوة الإنسان تحققا تاما في سر المسيح . [8] قراءة مختلفة : " بدون الله " أو " ما عدا الله " ، وهما لا يوافقان سياق الكلام ( راجع 2 / 10 ) . فهم أوريجينس : " لكل كائن ، ما عدا الله " ( راجع 1 قور 15 / 27 ) . ومنهم من يرى في ذلك ما قاله يسوع على الصليب ( متى 27 / 46 ) . [9] " أن يجعل كاملا " . هذه الترجمة العربية للفعل اليوناني تحجب بعض وجوهه . فإنه يتضمن فكرة غاية تدرك ، ويدل ، بالإضافة إلى ذلك ، في الترجمة السبعينية ، على رتبة تكريس الكهنة . والكاتب يستعمله دائما في كلام له صلة بالله ، للتعبير عن سر تمجيد المسيح مثلا ( 2 / 10 و 5 / 9 و 7 / 28 ) وسر التحقيق التام لدعوة الإنسان ( 10 / 14 و 11 / 40 و 12 / 23 ) . فليس المقصود مجرد تقدم في الكمال الخلقي ، وإن كان هذا التقدم ضمنيا ، بل المقصود هو تحول جذري للانسان يرفعه إلى الله . وهذا التحول ، الذي عجزت الرتب القديمة عن الحصول عليه ( 7 / 11 و 19 و 9 / 9 ) ، هو عمل إلهي ( 2 / 10 ) تم في آلام المسيح ( 2 / 10 و 5 / 8 - 9 ) . له وجه كهنوتي ( 5 / 9 + ، و 7 / 11 + ) ويمنحه المسيح أولئك الذين ينضمون إليه ( 10 / 14 و 12 / 2 ) . [10] آية تفسر بوجوه مختلفة . فمنهم من يجعل الأصل الواحد في الله ( راجع 1 قور 8 / 6 ) ، ومنهم من يجعله في آدم أو إبراهيم ، أي في الجنس البشري . يريد الكاتب التشديد على التضامن بين المسيح والبشر . [11] مز 22 / 23 ، مزمور البار المضطهد ، المطبق على يسوع في روايات الآلام ( راجع متى 27 / 35 و 39 و 43 و 46 ) . والآية المستشهد بها تعود إلى التحرير المنتظر فتعني المسيح القائم من الموت .