responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 680


الأمين الحبيب " ( 4 / 9 ) . ولذلك احتفظ به بولس عنده ، ولكن هذه الحالة قد تصبح حرجة إذا طالت ، فقد يستاء فيلمون من قلة لباقة بولس ، وقد أدخل في خدمته العبد الآبق ، من غير أن يحصل على موافقة فيلمون ، لا بل من غير أن يخبره بالأمر . وبولس من جهة أخرى ، إذ يحتفظ بمن هرب ، يجعل من نفسه شريكا في مخالفة كبرى للحق الخاص . وآخر الأمر أن أونيسمس نفسه يتعرض لأن يلاحق ويسجن قبل أن يرد عنوة إلى سيده الذي يحق له أن ينزل به عقابا شديدا . ذلك ما جعل بولس يعزم على إعادة أونيسمس إلى سيده . ومع ذلك ، فإنه لم يكتف بإعادته ، بل أرسل في الوقت عينه إلى فيلمون هذه البطاقة التي فيها سأله أن يقبل عبده لا قبوله " لأخ حبيب " فحسب ( الآية 16 ) ، بل كأنه يقبل بولس نفسه ( الآية 17 ) . لم يسأله صراحة أن يعتق أونيسمس ، ولكنه لم يشك أن فيلمون سيفعل أكثر مما طلب منه ( الآية 21 ) . فلفيلمون أن يفهم ما يتضمن هذا " الأكثر " .
على كل حال ، فإن بولس يعرب بكل الصراحة اللازمة عن توقعه إعادة أونيسمس إليه بعدما يعتق من أجل خدمة الإنجيل .
[ الفائدة التعليمية ] استغرب بعض الناس أحيانا أن تدخل في قانون الأسفار المقدسة مثل هذه الرسالة الخاصة ، وطابعها العقائدي قليل إلى مثل هذا الحد . ولكن ألا يكون أن الكنيسة حفظت هذه البطاقة لأنها سمعت منها شيئا ما عن الموقف المسيحي من الرق لم تجده في مكان آخر ؟ يبدو هذا الافتراض معقولا على أقل تقدير .
لا شك أنه لا يحسن تحويل تفسير هذه الرسالة القصيرة إلى بحث في الرق في نظر الإنجيل . فإن بولس ، لما كتبها ، لم ينظر إلا في قضية فرد خاصة . ولكن لربما لأن القضية هنا هي قضية خاصة ، آل به الأمر إلى أن يقول لنا ، في العلاقات بين السيد والعبد ، أكثر مما ورد في رسائله الأكثر كلاما على أمور العقيدة .
إن مختلف الفقرات من رسائله ، التي طرق فيها مسألة العلاقات بين الأسياد والعبيد ، قد تبدو قليلة الجرأة ( 1 قور 7 / 20 - 24 واف 6 / 5 - 9 وقول 3 / 22 - 4 / 1 ) . أجل ، إن العبد في العالم القديم ، عندما يسمع هذه الآيات القليلة ، يجد فيها إعلانا كثيرا لكرامته الإنسانية ، ولكن بولس لا يتناول نظام الرق في جذوره ليزعزعه . أجل ، إن بولس يؤكد أيضا بجرأة أن جميع الحواجز قد أبطلت في المسيح ، فلم يبق " عبد ولا حر " ( غل 3 / 28 ) ، لا بل كان له أن يكتب إلى مسيحيي رومة من أسياد وعبيد : " ليحب بعضكم بعضا حبا أخويا " ( روم 12 / 10 ) . ولكنه ، إذا أكد أن جميع المؤمنين " أمام الله " و " في المسيح " وفي داخل الجماعة الأخوية ، ولا سيما في الاجتماعات الطقسية ، متساوون وإخوة ، فلا يبدو أنه استخلص أي نتيجة كانت في الميدان الخارجي الشرعي ، ميدان الحياة المدنية .
لا شك أن بولس يميز ميدانين : " أمام الله " و " أمام الناس " . ولكن الرسالة إلى فيلمون تنبذ التفسير الثنائي المحض الذي فسر به تفكيره . فإذا كان بولس لم يطالب في أي كلام ورد عنده بأنه يجب

680

نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 680
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست