لم نتطرق إلى صعوبة التوفيق بين ما نجد من أخبار في الرسائل الرعائية وما يطلعنا عليه سفر أعمال الرسل : الحقيقة هي أن الرأي القائل أن بولس سجن مرة ثانية عرض لأمر واحد ، وهو وضع إطار تدمج فيه أحداث حياة بولس كما وردت في الرسائل الرعائية . ولا يعني ذلك أن هذا الأسر لم يحدث ، فخاتمة سفر أعمال الرسل ، وفيها يروى أسر بولس الأول ، ليست حتما خاتمة حياة بولس . كل يرى أنه يعسر الأخذ بهذه البراهين ، لا بل إن من شأنها ، من حيث المبدأ ، أن ترجح كفة ما ورد في الرسائل الرعائية ، لأنه لا يساء الظن في صدق أحد بلا أسباب يعول عليها . كيف نختم ؟ إن لكل من الذين ينكرون صحة الرسائل الرعائية ، ومن الذين يثبتونها أسبابا حسنة تؤيد رأيهم . هناك آخرون يعتقدون بأن موقفا وسطا ينفي صحة بعض الأجزاء قد يكون أحسن حل . فقد يكون أن امرأ معجبا ببولس حاول أن ينشئ ما عده وصية الرسول الروحية ، ومراده أن يسد حاجات زمانه . أما ما ورد من الأمور الحسية ( أمثال الرداء وصحف الرق التي نسيت في طرواس ) ، فقد تكون مأخوذة من رسائل صحيحة دمجت في الرسائل الرعائية .