" هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فبعيد مني . 7 إنهم بالباطل يعبدونني فليس ما يعلمون من المذاهب سوى أحكام بشرية " . 8 إنكم تهملون وصية الله وتتمسكون بسنة البشر " . 9 وقال لهم : " إنكم تحسنون نقض وصية الله لتقيموا سنتكم ! 10 فقد قال موسى : " أكرم أباك وأمك " [6] ، و " من لعن أباه أو أمه ، فليمت موتا " [7] . 11 وأما أنتم فتقولون : إذا قال أحد لأبيه أو أمه : كل شئ قد أساعدك به جعلته قربانا [8] ، 12 فإنكم لا تدعونه يساعد أباه أو أمه أي مساعدة فتنقضون كلام الله بسنتكم التي تتناقلونها [9] . وهناك أشياء كثيرة مثل ذلك تفعلون " . [ الطاهر والنجس ] 14 ودعا الجمع ثانية وقال لهم : " أصغوا إلي كلكم وافهموا : 15 ما من شئ خارج عن الإنسان إذا دخل الإنسان ينجسه . ولكن ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان " . 17 ولما دخل البيت مبتعدا عن الجمع ، سأله تلاميذه عن المثل [10] ، 18 فقال لهم : " أهكذا أنتم أيضا لا فهم لكم ؟ ألا تدركون أن ما يدخل الإنسان من الخارج لا ينجسه ، 19 لأنه لا يدخل إلى القلب ، بل إلى الجوف ، ثم يذهب في الخلاء ؟ " . وفي قوله ذلك جعل الأطعمة كلها طاهرة [11] . 20 وقال : " ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان ، 21 لأنه من باطن الناس ، من قلوبهم ، تنبعث المقاصد السيئة والفحش والسرقة والقتل 22 والزنى والطمع والخبث والمكر والفجور والحسد والشتم والكبرياء والغباوة . 23 جميع هذه المنكرات تخرج من باطن الإنسان فتنجسه " .
[6] خر 20 / 12 وتث 5 / 16 وراجع مر 10 / 19 واف 6 / 2 . [7] خر 21 / 17 وراجع اح 20 / 9 . [8] راجع متى 15 / 6 . كان المرء يعفى من واجب مساعدة أبيه وأمه ، إن نذر أن يقدم لخزانة الهيكل ما يحتاجان إليه . [9] الفريسيون والكتبة يتناقلون السنن ويسلمونها إلى سواهم . [10] في العهد القديم ، قد تدل هذه الكلمة ( مشل في العبرانية ) على حكمة مقتضية فيها لغز ( راجع 4 / 11 + ، ولو 4 / 23 ) . يرى مرقس فيها معنى خفيا ( الآية 14 وراجع 4 / 9 ) يكشف للتلاميذ فقط ( راجع 4 / 10 - 12 ) وهو خاص بالعمل الذي أرسل يسوع من أجله ( 3 / 23 - 27 و 4 / 11 ) . فإلغاء تحريم بعض الأطعمة ( الآية 19 ) يبرره حلول ملكوت الله والانتصار على الشيطان . [11] الترجمة اللفظية : " مطهرا الأطعمة كلها " . كان من شأن إلغاء تحريم بعض الأطعمة أن يزيل كل عقبة تحول دون وحدة المائدة بين المسيحيين الذين من أصل يهودي والمسيحيين الذين من أصل وثني ( راجع رسل 10 - 11 / 18 وغل 2 / 12 ) . ويتعلق جزء الأرغفة بقبول الوثنيين إلى مائدة المسيح ( 7 / 27 - 28 و 8 / 1 + ) .