responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسية نویسنده : الشيخ محمد جواد البلاغي    جلد : 1  صفحه : 166


هذا الطلب في كل موقف مرارا كثيرة . يا سيدي وهذا الذي ذكرته الأناجيل الثلاثة من تعليم المسيح وعمله مناقض لما ذكر في العدد السابع والثامن من الفصل السادس من إنجيل متى في بعض التراجم العربية عن تعليم المسيح وقوله : ( وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم فلا تتشبهوا بهم لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه ) وفي الترجمة التي طبعها ( وليم واطس ) في لندن سنة 1857 على النسخة المطبوعة في رومية سنة 1671 هكذا :
( وإذا صليتم فلا تكثروا الكلام مثل الوثنيين : إلى آخره . وفي ترجمة ( هنري مارتن ) في طبعات متعددة ( هر كاه نماز ميكني مانند مردم قبائل كلمات زائدة مكوئيد إلى آخره ) .
يا والدي وهذا الكلام الأخير الذي ذكره إنجيل متى يستنتج منه أمور أربعة :
أولها : إن تعليمه يناقض التعليم المتقدم عن إنجيل لوقا بالإلحاح بالصلاة وضرب الأمثال لذلك .
ثانيها : إنه يناقض ما ذكرته الأناجيل من عمل المسيح ليلة هجوم اليهود عليه .
ثالثها : فساد حجته وتعليله فإنه احتج وعلل منعه من تكرار الصلاة الكلامية بأن الله يعلم ما يحتاجون قبل أن يسألوه .
يا والدي وإنك لتعلم إن هذا التعليل يقتضي أن لا يتكلم أحد في الصلاة لحاجته لأن الله يعلم بضمير صاحب الحاجة وطلبته قبل أن يتكلم . بل يقتضي أن لا يصلي أحد لحاجة حتى في ضميره لأن الله يعلم ما يحتاجه قبل أن يسأله . وإن هذا التعليل لو كان صحيحا معقولا في الأمور الدينية لوقف أمام المسيح نفسه في ليلة هجوم اليهود وقال له :
لماذا هذا الجهاد واللجاجة في الصلاة لأجل النجاة من كأس المنية فإن الله يعلم ما تحتاج إليه قبل أن تسأله .

166

نام کتاب : الرحلة المدرسية نویسنده : الشيخ محمد جواد البلاغي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست