responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 53


( 3 ) الإنسان مخير :
خلق الله الإنسان حرا ليعلم جود ربه وفضله ، وليكون أشد حباله ، ولكنه تركه حرا على طريقة تمكنه من فعل الخير ومقاومة الشر ، وقد قال تعالى " ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك " ، ويقول السجستاني إن معناه " ما أصابك من نعمة فمن الله ، فضلا منه عليك ورحمة ، وما أصابك من سيئة أي من أمر يسوءك ، فمن نفسك ، أي من ذنب أذنبته ، فعوقبت ( 1 ) " !
ولقد جاء في الفصل الخامس والخمسين من إنجيل برنابا عن حرية الإنسان في العمل : " . . . دعا رئيس الكهنة سرا كاهنين شيخين ، وأرسلهما إلى يسوع . . . فاقترب الكاهنان من يسوع وقالا " لماذا أكل الإنسان حنطة وثمرا ؟ هل أراد الله أن يأكلهما ، أم لا ؟ " وإنما قالا ليجرباه ، لأنه لو قال " إن الله أراد ذلك " ، لأجابا " لماذا نهى عنها ؟ " ، وإذا قال " إن الله لم يرد ذلك " ، يقولان " إن للإنسان قوة أعظم من الله ، لأنه يعمل ضد إرادة الله " ، فأجاب يسوع " إن سؤالكما ( كطريق في جبل ) ذو جرف عن اليمين وعن اليسار ، ولكن أسير في الوسط " ، فلما سمع الكاهنان ذلك تحيرا ، لأنهما أدركا أن يسوع قد فهم قلبيهما . ثم قال يسوع " لما كان الإنسان محتاجا ، كان يعمل كل شئ لأجل منفعته ، ولكن الله الذي لا يحتاج إلى شئ ، عمل بحسب مشيئته ، لذلك لما خلق الإنسان ، خلقه حرا ، ليعلم أن ليس لله حاجة إليه . . . إذا قد خلق الله الإنسان حرا : لكي يكون أشد حبا لخالقه ، وليعرف جوده ، لأن الله وهو قادر على كل شئ ، غير محتاج إلى الإنسان ، فإنه إذ خلقه بقدرته على كل شئ ، تركه حرا بجوده ، على طريقة يمكنه معها مقاومة الشر وفعل الخير ، وإن الله على قدرته على منع الخطيئة ، لم يرد أن يضاد جوده - إذ ليس عند الله تضاد - فلما عملت قدرته على كل شئ وجوده عملهما في الإنسان ، لم يقاوم الخطيئة في الإنسان ، لكي تعمل في


( 1 ) راجع ص 155 من غريب القرآن المسمى بنزهة القلوب للإمام السجستاني .

53

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست