responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 429


يبيعون تذاكر للغفران من الذنوب بالنقد ، أو تذاكر لدخول الجنة بغير حساب ، وانتهى الأمر برؤسائهم إلى تأسيس محاكم التفتيش ، فكانوا يحكمون بزندقة كل من يخالفهم رأيا أو لم يصدق لهم قولا ، وأعملوا فيهم التقتيل والتعذيب والإحراق [1] !
( ج ) يدعو الإسلام للقراءة ، والقراءة الصحيحة ، سواء في صحائف الكون أو في غيرها ، تقتضي النظر وإعمال الفكر للفهم واستبانة الحقيقة ، وتعود الفهم الصحيح والقدرة على الاستنباط والاستنتاج لمعرفة الأشياء والعلم بها علما تاما ، وهي القراءة المقصودة من هذه الآية " اقرأ باسم ربك الذي خلق " !
وهذا الفعل الواحد " اقرأ " ، حوى في طياته خمسة أمور دقيقة ، أو أن عناصره عند التحليل خمسة : وهي ، النظر ، والفكر ، وإدراك كنه الشئ وفهمه واستطلاع أثره ، وتمام معرفته :
أما النظر ، فإن كان بالعقل فللمعرفة ، وإن كان بالقلب فللإعجاب ، وإن كان بالعاطفة فللحب والإشفاق ، وهو أول حركة مادية أو التفاتة ذهنية من الحركات التي حواها فعل " اقرأ " ، فله فلسفة ، وله مباحث تتعلق بالمعرفة ، منها ما يخص الناظر ، ومنها ما يخص المنظور ، وغير ذلك من الأحوال والأمور ، فليس نظر العالم للأشياء كنظر الجاهل ، فالكون في نظر الجاهل ضيق الرقعة ، ولكنه في نظر العالم البصير متسع لا حد له ، وكلما والى النظر إليه والتأمل فيه ، قرب منه ما بعد عنه ، ثم هو يجد الكون مرآة مجلوة للناظرين ، فالنظر إليه باب للاستدلال ومدرجة للتفكر ، والتدبر يكون الوصول لمعرفة الأشياء على حقيقتها وطريق الاستفادة منها ، ثم إنه بإمعان النظر ، يتثبت الإنسان ويكون لنفسه الرأي السديد ، فيبعد عن التقيد والتقليد ! وبالنظر في الكائنات ، إنما يوفى الإنسان غريزة الاستطلاع المخلوقة فيه ، فالمولى سبحانه لم يطالبه في بداية الهداية بأكثر مما هو في استطاعته ، أن يبصر ذات المنظور كلياته وجزئياته ،



[1] راجع ص 21 و 22 من " وحي الآيات الأولى في تنزيل القرآن " للمرحوم الأستاذ أحمد نجيب برادة .

429

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست