responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 416


وقد فصل ابن عربي ما أجمله الحلاج ، وأشار إليه ابن الفارض ، فقال :
إن المؤمن في هذه الدنيا ، إنما هو مؤمن على الحقيقة ، مذ كانت نفسه فكرة من الأفكار الموجودة في العلم الإلهي ، كما أن الكافر إنما هو كافر منذ الأزل ، ويزيد ابن عربي الأمر إيضاحا فيميز بين المشيئة الإلهية ، وبين الأمر التكليفي :
فالمشيئة الإلهية عنده ، هي التي تفيض بكل ما يجري ، ولا يمكن مخالفتها ، أو الخروج على ما قضت به ، في حين أن الأمر التكليفي يمكن مخالفته والخروج على أحكامه ، ولهذا كانت الخطيئة في نظره عصيانا للشرع ، الذي هو الأمر التكليفي ، وليست عصيانا للمشيئة الإلهية !
وإلى مثل هذا ، ذهب جلال الدين الرومي ، إذ رأى أن الكفر أمر لا مدخل لإرادة الإنسان فيه ، بل قضت به المشيئة الإلهية عليه !
ويقول الجيلي " إن الله تعالى ، إنما خلق جميع الموجودات لعبادته ، فهم مجبولون على ذلك ، مفطورون عليه من حيث الأصالة ، فما في الوجود شئ إلا وهو يعبد الله ، بحاله ومقاله وفعاله ، بل بذاته وصفاته ، فكل شئ في الوجود مطيع لله تعالى " ، أما من أين الاختلاف بين الأديان ، فذلك ما يجيب عليه الجيلي " في الإنسان الكامل " بما يطابق مذهب ابن الفارض ، فيرى " أن العبادات تختلف لاختلاف مقتضيات الأسماء والصفات ، لأن الله متجل باسمه المضل ، كما هو متجل باسمه الهادي ، فكما يحب ظهور اسمه المنعم ، كذلك يحب ظهور اسمه المنتقم ، واختلف الناس في أحوالهم ، لاختلاف أرباب الأسماء والصفات ، قال الله تعالى " كان الناس أمة واحدة " يعني عباد الله مجبولين على طاعته من حيث الفطرة الأصلية ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، ليعبده من اتبع الرسل من حيث اسمه الهادي ، وليعبده من خالف الرسل من حيث اسمه المضل ، فاختلف الناس وافترقت الملل ، وظهرت النحل وذهبت كل طائفة إلى ما علمته أنه جواب ، ولو كان هذا العلم عند غيرها خطأ ، ولكن حسنه الله ، ليعبدوه من تلك الجهة التي تقتضيها تلك الصفة المؤثرة في ذلك الأمر ، وهذا معنى قوله " ما من دابة ، إلا وهو آخذ بناصيتها " فهو الفاعل بهم

416

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست