نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 321
بأنه تعالى ليس بجوهر يتحيز ، بل يتعالى ويتقدس عن مناسبة الحيز ، والعلم بأنه تعالى ليس بجسم مؤلف من جواهر ، وليس بعرض قائم بجسم أو حال في محل ، والعلم بأنه تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات ، والعلم بأنه تعالى مستو على عرشه بالمعنى الذي أراده ، والعلم بأنه تعالى مع كونه منزها عن الصورة والمقدار ، مقدسا عن الجهات والأقطار ، مرئي بالأعين والأبصار في الآخرة ، والعلم بأنه عز وجل لا شريك له . وأما الركن الثاني من أركان الإيمان ، فهو العلم بصفات الله تعالى ، بأنه " على كل شئ قدير " و " بكل شئ عليم " ، وأنه حي وأنه هو المبدئ والعبد والفعال لما يريد ، سميع بلا أذن ، بصير بلا حدقة ، لا يعزب عن رؤيته هواجس الضمير وخفايا الوهم والتفكير ، وأنه سبحانه وتعالى متكلم بكلام هو وصف قائم بذاته ، ليس بصوت ولا حرف ، بل لا يشبه كلامه كلام غيره ، وأن الكلام القائم بنفسه قديم ، وكذا جميع صفاته ، وأن علمه قديم ، وأن إرادته وهي في القدم تعلقت بإحداث الحوادث في أوقاتها اللائقة بها ، على وفق سبق العلم الأزلي . والركن الثالث من أركان الإيمان هو العلم بأفعال الله تعالى ، وأن كل حادث في العالم هو فعله وخلقه واختراعه ، وأن انفراد الله سبحانه وتعالى باختراع حركات العباد ، لا يخرجها عن كونها مقدورة للعباد على سبيل الإكتساب ، بل الله تعالى خلق القدرة والمقدور جميعا ، وخلق الاختيار والمختار جميعا ، ون فعل العبد وإن كان كسبا للعبد ، فلا يخرج عن كونه مراد الله سبحانه وتعالى ، وأن الله تعالى متفضل بالخلق والاختراع ومتطول بتكليف العباد ، ولم يكن الخلق والتكليف واجبا عليه ، إذ هو الموجب والآمر والناهي ، وأنه يجوز على الله سبحانه أن يكلف الخلق ما لا يطيقونه ، وأن لله عز وجل إيلام . الخلق وتعذيبهم من غير جرم سابق ومن غير ثواب لاحق لأنه متصرف في ملكه ، وأنه تعالى يفعل بعباده ما يشاء ، في فلا يجب عليه رعاية الأصلح لعباده ( إذ القبيح ما لا يوافق الغرض ، فإن أريد بالقبيح ما لا يوافق غرض الباري سبحانه ، فهو محال ، إذ لا غرض له ، فلا يتصور منه قبيح ، كما لا يتصور منه ظلم ، وإن أريد القبيح ما لا يوافق غرض الغير ، فهذا مجرد تشبه ، ثم معنى
321
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 321