نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 25
والمحقق أن بهرام الأول أخا هرمز الأول ، ترك ماني تحت رحمة رجال الدين ، وحكم على ماني بالكفر فأدخل السجن حيث عذابا مبينا مات على أثره ، وكان ذلك عام 276 ، وفي رواية أنه صلب وسلخ حيا ، ثم قطعت رأسه وحشى جلده وظل معلقا على أحد أبواب مدينة جنديسابور في الأهواز ( ( سوريان ) . ويلخص تيودور بركونائى رأيه في أتباع ماني الكافر ، فيقول : إن جميع أتباع المانوية هم من الأشرار الذين يقتلون الناس بطرق خفية شيطانية ، وهم يرتكبون الفاحشة فيما بينهم بلا حياء ، وقد تجردوا من الرحمة ، وليس فيهم فضيلة ! ( ه ) وقد أخذ رجال الدين الزردشتيون يفقدون نفوذهم يوما بعد يوم ، وخفت حدة التعصب وأصبح المستنيرون يؤثرون قواعد الأخلاق على عقائد الدين ، وكثرت الشكوك حتى اتسع الأفق وكثر المفكرون وأصبحت الخرافات الدينية الكثيرة المزدية تضايق رجال الدين أنفسهم واخترعت الشروح العقلية ، وقال أحد الموابذة تضايق رجال الدين أنفسهم واخترعت الشروح العقلية ، وقال أحد الموابذة في مناظرة مع جورجيوس المسيحي " نحن لا نعتبر النار إلها ، ولكنا نعبد الله بواسطتها " ! وسرعة انتشار الإسلام في إيران يرجع إلى أسباب عدة من بينها سبب نفساني نراه في ثنايا كتب الحكمة ، وبشكل أوضح في آراء برزويه وهو من أكبر الرجال ثقافة . وفي الوقت الذي أدى فيه الفتح الإسلامي إلى أن فقدت الزردشتية عون السلطان وأدرك رجال هذا الدين ، أن لا بد من مجهود عظيم لمنع هذا التحلل الكامل ، فنزعت فكرة زوران مع كل الخرافات الدينية الصبيانية التي تتصل بها ، وهكذا تغيرت الفكرة في خلق الدنيا وقضى على فكرة عبادة الشمس لتقوية فكرة التوحيد في ديانة أوهر مزد [1] !
[1] راجع ص 19 - 21 و 26 - 30 و 132 - 136 و 169 - 190 و 418 - 424 من إيران في عهد الساسانيين لكرستنسن تعريب الأخ الدكتور يحيى الخشاب ومراجعة أستاذنا الدكتور عبد الوهاب عزام .
25
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 25