نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 19
وكان الناس ينشرون الزهور في طريقه ، وكان قصده أن يصف بدقة ، وأن يعلم الناس طريقا نبيلا سعيدا للحياة والموت في هذه الدنيا ! ومع أن بوذا لم يتحدث عن الله ، فقد كان يؤمن بنظام أخلاقي لا يمكن . إلا لإله عادل قادر على كل شئ ، أن يأمر به ، وقد آمن بأن كل عمل صالح له جزاؤه ، وكل عمل شرير له عقوبته ، وبصرف النظر عما تفعله بعقلك أو جسمك لكي تستطيع التخلص من تبعات القانون الأخلاقي ، وعلاوة على ذلك فقد أحل الاستغراق في التأمل في الحقيقة محل تلك الطقوس الكهنوتية وتقديم الذبائح التي نبذها ، وكان يرى التسامح إلى أقصى حد ، وكان يقول " لا تؤمن بأي شئ ، لأن حكيما قديما كتبه ، لا تؤمن بأي شئ لمجرد أن أيده أو قال به المعلمون أو الكهنة ، كل ما يتلاءم مع خبرتك الخاصة ، وبعد استقصاء كامل يتمشى مع عقلك ويؤدي إلى سعادتك وسعادة كل الكائنات الحية من حولك ، اقبله كحقيقة وعش على أساسه . . . [1] " ( 5 ) غاندي الهندوكي ، الذي نعجب به كسياسي كبير ، حرره بلاده بعدم العنف ، كان هو وأجداده من عبيد فيشنو الإله الأعظم عند الهندوس ، إلا أنه كان يؤمن بإله واحد ، ويقول إن هناك قوة خفية لا سبيل إلى تعريفها تسير كل شئ وإن كنا لا نراها ، لأنها لا تشبه أية قوة سواها ، ندركها بحواسنا ! ويقول إنه هندوكي : ( 1 ) لأنه يؤمن بالقداس والأوبانيشادس والبوراتاس وغيرها من الكتب الهندوكية ، ويؤمن بما جاء في هذه الكتب من أن روح الإنسان ستتقمص جسد سواه حين يموت ! ( 2 ) هو يؤمن بنظام الطبقات الذي تضعه الهندوكية ، وهي البراهمة
[1] راجع ص 78 - 82 من المختار من ريدرز ديجست في أكتوبر سنة 1957 لمكس استيمان .
19
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 19