نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 75
وفاقا على خطيئة آدم ، بإيعاز من حواء ، وأنه لولا النجاة على يد المسيح الذي فدى البشر بدمه الطهور ، لكان مصير البشرية كلها الهلاك المبين . وإن أنس لا أنسى الفلق الذي ساورني وشغل خاطري عن ملايين البشر قبل المسيح ، أين هم ؟ وما ذنبهم حتى يهلكوا بغير فرصة للنجاة ؟ فكان لا بد من عقيدة ترفع عن كاهل البشر هذه اللعنة ، وتطمئنهم إلى العدالة التي لا تأخذ البرئ بالمجرم ، أو تزر الولد بوزر الوالد ، وتجعل للبشرية كرامة مضمونة ، ويحسم القرآن هذا الأمر ، حين يتعرض لقصة آدم ، وما يروي فيها من أكل الثمرة المحرمة فيقول في سورة طه : ( وعصى آدم ربه فغوى ، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى [1] ) . 3 - ويقول الدكتور نظمي لوقا حول الاحساس بقيم الدين الصحيح للانسان المنصف : ( والحق أنه لا يمكن أن يقدر قيمة عقيدة خالية من الخطيئة الأولى الموروثة إلا من نشأ في ظل تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثم كل أفعال المرء ، فيمضي في حياته مضي المريب المتردد ، ولا يقبل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث . أن تلك الفكرة القاسية - الخطيئة الأولى وفداؤها - تسمم ينابيع الحياة كلها ، ورفعها عن كاهل الإنسان منه عظمى ، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه ، بل هو ولادة جديدة حقا ، ورد اعتبار لا شك فيه ، إنه تمزيق صحيفة السوابق ، ووضع زمام كل إنسان بيد نفسه ، والناس في كرامة البشرية أمة واحدة بغير تفريق ، فقد جاء في سورة الأنبياء : ( إن هذه أمتكم واحدة ، وأنا ربكم فاعبدون [2] ) .
[1] راجع ص 75 - 76 محمد الرسالة والرسول . [2] راجع ص 78 .
75
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 75