نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 56
نسبتها إلى أحد الأنبياء فما بالك بنسبتها إلى ( رب ) ، ولكن بما أن المسيحيين ذكروها على لسان يسوع ( الغربي ) فقد وضعوا بين أيدينا أكبر حجة على أن عيسى ليس ابنا لله وأنه هو نفسه لم يدع هذه الدعوى الإلهية ، والواقع أنه في حالة يأسه الأخير لم يتوجه إلى ( أبيه ) وإنما إلى إلهه وربه كي لا يتركه ، على أن هذه الجملة بذاتها - وهي من الجمل النادرة التي ترجمت بنصها الذي نطق بها يسوع ذاته - لا تبيح بأي حال اقتراف الغلطات المتكررة الموجودة في ترجمة الأناجيل اليونانية . ويظهر أن الغربيين جعلوا من المسيح الحقيقي مسيحا آخر ، وبينما يقاوم مسيح الغرب قوانين الطبيعة التي أملاها ( أبوه ) ، يقوم مسيح الشرق بالخضوع إلى أحكام الطبيعة التي سنها الله . ا ه . [1] ) . هذا هو رأي أحد المسيحيين الغربيين الذين أسلموا بعد البحث ، وهو رجل غني لا يطلب من الدخول في الإسلام شكرا أو إحسانا ، كما أعلن ذلك بنفسه في الاحتفال الذي أقيم في الجامع الجديد بالجزائر عام 1972 م . بمناسبة إعلان إسلامه إذ قال إنه ليشهد الناس جميعا على أنه يدين بالاسلام من عشرات السنين ، وأنه لم يجهر به إلا اليوم ، ويريد منهم أن يدفنوه في قبره مسلما حنيفا ، ولم يكن له من مأرب وراء إسلامه ولا مطمع ولا مغنم اللهم إلا إرضاء يقينه وإثبات صحة دينه ، وأنه لم يتخذه إلا بعد بحث وتدقيق ، وأنه ناقش الناصرين والطاعنين حتى علم علم اليقين أن الدين عند الله الإسلام فخرج من ( دينيه ) إلى ناصر الدين [2] . ومن هنا يبدو للباحث كيف يكون الجواب عن السؤال السابق : أين هو
[1] راجع أشعة خاصة بنور الإسلام للمسيو إيتين دينيه ص 44 - 48 لغة عربية . [2] أشعة خاصة بنور الإسلام ص 7 - 8 .
56
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 56