نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 134
وتنسكا وطهرا ووقارا ، فإذا به يجد مدينة ماجنة خليعة ، ونفوسا مدنسة ، وطرقا محاطة بالريب ، واستهانة بالدين ، وجرأة على ارتكاب الخطايا ، ووجد الملائكة الذين تخيلهم قديسين ورهبانا قد انغمسوا في شهوات بهيمية شيطانية ، فانفعلت مشاعره التهب وجدانه ، وصاحت نفسه اللوامة دائما بأن هذا ليس هو الدين ! 6 - فأخذ يدعو إلى الإصلاح بعد أن عاد إلى ألمانيا ، ولكن فساد الكنيسة ما زال يسير من خلفه ، ذلك أن البابا ( ليو ) أراد أن يعيد بناء كنيسة بطرس في روما ، وشاء أن يكون تمويلها من صكوك الغفران ، فأرسل أحد الرهبان إلى ألمانيا ومعه أوراق الغفران ليبيعها ، وهنا ثار لوثر ، وقال : لا يغفر الذنب إلا بالأقلاع والندم ورجاء رحمة الله الغفار وكتب منشورات يلعن فيها بيع صكوك الغفران ، وعلقها على أبواب الكنيسة ، فتهيج الرأي العام وتنبه ، فغضبت البابوية . 7 - أرسلت البابوية إليه للمحاكمة أمام محكام التفتيش فأوصاه بعض الأمراء بعدم الذهاب ، فأصدر البابا قرارا بحرمان لوثر ، فثارت ثائرته ، واستهان بذلك القرار ، واشتد في عدائه ، فاجتمع مجمع ( ورمز ) عام 1521 م لمحاكمة لوثر ولكن المجمع انفض من غير نتيجة ، كل ما هنالك أن الإمبراطور أعلن حرمانه من الحقوق المدنية بناء على قرار البابا بالحرمان ، ولكن أمير سكسونية قدر على حماية لوثر . 8 - تعلقت قضية لوثر بالظروف السياسية ، فقد استطاع أمير سكسونية أن يحميه ، ولكن في عام 1529 م حاول الإمبراطور أن ينفذ قراره فمنعته القوة الشعبية لأفكار لوثر ، واحتجوا فسموا بعدها بالبروتيستنت ، حتى مات لوثر . 9 - وبعد موته ، وانتهاء الإمبراطور من الحروب التي كانت تشغله ، أنزل
134
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 134