responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق    جلد : 1  صفحه : 96


وعد ذلك كله نجاحا شجع الغرب بعد ذلك على مزيد من الانقلابات العسكرية في المنطقة الاسلامية بهدف إبقاء السيطرة أو القوة التابعة له لتنفذ البرنامج أو المخطط الموضوع لإبعاد المسلمين عن دينهم وتحقق التغيير الاجتماعي أو ما يطلق عليه التغريب .
لكن المراقبين لمجريات الحوادث أحسوا بقصور التجربة الكمالية في تركيزها على جانب القوة فنصحوا إلى جوارها بمحاولة تثبيت النتائج التي تصل إليها الانقلابات العسكرية وتعميقها في الشعوب [1] وحسبنا ذلك انتقادا لانقلاب أتاتورك فإذا أضفنا إليه أن ما بلغه كمال أتاتورك لم يغير شيئا من الشعب التركي بل أنه على العكس من ذلك زاده استمساكا وتصميما وإنه لولا ظروف تركيا الدولية وإحاطة الأعداء بها من كل جانب لكان للشعب من أتاتورك وغيره من الأتاتوركيين شأن آخر .
وهناك أمر لا يزال غائبا عن أولئك الذين يجرون التغيير أنهم يحاولون تبديل بناء ببناء يحاولون هدم البناء القديم وإقامة بناء جديد .
إن الانقلابات العسكرية تلجأ في وسيلتها للتغيير إلى العنف والقوة والقانون الطبيعي أن كل فعل له رد فعل مساو له في القوة ومضاد ، له في الاتجاه والقانون الطبيعي كذلك أن زيادة الضغط تولد الانفجار .
ولعلهم يتغلبون على ذلك بالتغيير من حين لآخر إمتصاصا للبخار الحبيس أن يؤدي إلى الانفجار لكن التوقيت قد يخطئهم فيحدث الانفجار قبل التوقيت الذي ضربوه ، وعلى نحو لا يستطيعون السيطرة عليه ولا على نتائجه .



[1] يشير إلى هذا المعنى مورو بيرجر ص 325 حين يقول : وقد يتطلب تعميق هذا المعنى وتحويله إلى رغبات وأذواق ومشارب تلقائية حرة عملية تثبيت طويلة تعنيفا بوسائل أقل تعنيفا وتحكما وذلك بعد إشارة إلى التغيير الاجتماعي بالطريق العسكري - كتاب العالم العربي اليوم - المرجع السابق . ونهدي إلى الغرب قول عصمت اينونو وهو في مرض موته إنني لا أكاد أصدق ما أرى لقد بذلنا كل ما نستطيع لانتزاع الاسلام من نفوس الأتراك وغرس مبادئ الحضارة الغربية مكانه فإذا بنا نفاجأ بما لم نكن نتوقعه لقد غرسنا العلمانية فأثمرت الاسلام ( المجتمع العدد 256 21 جمادي الثانية 1395 ه‌ يوليو 1975 م ) .

96

نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست