نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 25
التاريخ ما يحكمون به في تاريخ الفقه ، ويصححون ما ينقله الدميري في كتابه ( الحيوان ) ويكذبون ما يرويه الإمام مالك في ( الموطأ ) 4 - يجمع المستشرقون الشبهات المختلفة ويؤلفون بينها لإعطائها صورة كاملة ، مثال ما قام به المستشرق الألماني ولهلم هور نباخ ( الأستاذ في جامعة بون بألمانيا ) من جمع قطع ونتف وشذرات من كتاب ( الإصابة ) للحافظ ابن حجر ، ثم ينشرها على أنها كتاب ( الردة ) لابن حجر الذي ألفه أبو زيد ابن الفرات المتوفي عام 237 ه وهو فارسي الأصل ، وقد ضاع هذا الكتاب فأشار ابن حجر إليه في بعض المواضع ، فما كان من المستشرق ولهلم إلا أن جمع هذه القطع على أنها تراجم لأشخاص ارتدوا عن الاسلام ، ولا يقوم بمثل هذا العمل إلا مغرض صاحب هوى ، لأنه يخالف البحث العلمي السليم . وشبيه هذا ما أورده المستشرقون من الزعم بأن العرب كانوا قبل البعثة النبوية على حضارة ونهضة ، وأن دور النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لم يزد على أنه نهض بهم فنهضوا مع أن الحقيقة الواضحة أن العرب في جاهليتهم كانوا قبائل متفرقة متصارعة ، وأن الاسلام هو الذي وحدهم في أمة واحدة ، ودفعهم إلى آفاق النهوض والتوسع : ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم [1] ، ( واذكروا إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بتعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ( 3 ) . 5 - وقد حرص المستشرقون على التنويه بشأن " القرامطة " وإظهارهم بمظهر طلاب العدل والاصلاح ، وهم الذين عجزوا عن أن يحققوا أي منهج يمكن أن يوصفوا به على أنهم دعاة حق حين امتلكوا زمام الحكم في القرن الرابع الهجري ، بل انكشف باطلهم وزيفهم ، وظهرت حقيقتهم صنائع لليهود انقضوا على الدولة الاسلامية بالتآمر والتعاون مع أعداء المسلمين وخصومهم . 6 - وعمل المستشرقون على إحياء التراث الباطني المجوسي