نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 232
تحقيقه برامجها الاقتصادية المختلفة وخططها الخمسية والعشرية رغم الأماني التي كانت تداعب ساستها وقادتها وكانوا يدغدغون بها عواطف الشعب اللهثى والجوعى التي بفردوس الشيوعية الكاذب ! لكن هذه الملكية المعترف بها للفرد في النظام الاسلامي ليست طليقة من كل قيد بل إن كثيرا من القيود تحوطها مما يحقق انضباطها ، وبما يحقق أداءها لرسالة في المجتمع يتحقق بها التوازن بين الفردية والجماعية . ولذا فالملكية تؤدي وظيفتين . وظيفة فردية بما تحقق للفرد من إشباع ووظيفة اجتماعية بما تحقق للمجتمع من فائدة . وأول قيود الملكية ما أشرنا إليه سلفا من تحريم الترف . إن الملكية المترفة مذمومة وإذا بلغت هذا الحد فإما إنتهى صاحبها من نفسه ، وإلا كان لولي الأمر أن يقومه والسوابق الاسلامية في ذلك كثيرة . ودفع المفسدة في الاسلام مقدم على جلب المصلحة . وتلك بعض غايات التشريع الاسلامي الحكيم . ويلحق بالترف أمور أخرى حرمها الاسلام كالاحتكار ، والغش ، والتطفيف في الكيل والميزان . ويلحق به كذلك الربا وهو آفة نفرد لها الحديث عند تناولنا للمصارف بإذن الله . وهذه كلها فيها آثار كثيرة ومشهورة . وثاني هذه القيود ما أقامه الاسلام من ألوان الملكية الجماعية . وهي مرافق كان الاسلام أسبق في تقدير ملكيتها في يد الجماعة لا الفرد لأن خيرها يعم الجميع ، وضرر تركها أو منعها كذلك يعم الجميع ، ومن ثم كانت الجماعة - ممثلة في أولي الأمر فيها - أقدر على إدارتها لتحقيق غايتها .
232
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 232