نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 160
المبحث الثاني المقومات السياسية لم يفصح اليهود عن نواياهم الاستعمارية ، لأن مقوماتها دينية محضة ، ومبناها على نصوص التوراة وتعاليم التلمود والكبالا ، كما رأينا ، وتلك المصادر الدينية ، وضعت الصهيونية الحديثة قواعد دستورها المعروف ب بروتوكولات حكماء [1] صهيون . وقد كانت هذه التعاليم من أسباب تألب الرأي العام الأوروبي على اليهود ، وما أصابهم من اضطهاد وتعذيب ، لما تضمنته من أطماع عدوانية وتعاليم فاسدة جانحة تثير الحقد والبغضاء وتعيث في الأرض بالفساد والخراب . وفي القرن الماضي استغل اليهود رواج النظريات القومية وتفجر الحركات الاستقلالية في أوروبا ، فالتمسوا الذرائع التي توسلت بها الشعوب لتحقيق مطالبها القومية ، وقد ساعد اليهود في الوصول إلى هدفهم ما ظفروا به من حرية في ظلال الحكومات الكبرى كبريطانيا وفرنسا ، أسوة بسائر الشعوب المهضومة الحقوق ، وبذلك تمكن اليهود من الجهر بمطالبهم ، واستدرار الشفقة والعطف عليهم بعد ما عانوه من صنوف الذل والاضطهاد . وقد استهدف الصهيونيون في حركتهم العلنية مطلبا يعتبر بالنسبة لأطماعهم الأصلية متواضعا محدودا ، إذ اقتصر على السماح لهم بالهجرة إلى فلسطين باعتبارها وطنا قوميا لهم ، يمارسون فيه حقوقهم القومية بمنجاة من ويلات الاضطهاد والتعذيب . وقد استندوا في تبرير هذا المطلب إلى دعوى القومية اليهودية الخاصة التي يزعمون أنهم يتمتعون بها ، ويدين بها كافة اليهود في بقاع الأرض ، وأن من حق هذه القومية اليهودية التوطن في فلسطين بالذات ، لما لهم فيها من حقوق دينية وتاريخية رددتها كتبهم المقدسة ، ومن
[1] لفظ حكماء جمع حكيم يقابل : حاخامات جمع حاخام باللغة العبرية ، وما أبعد تلك التعاليم عن الحكمة .
160
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 160