نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 152
ثم ثورات اليهود في فلسطين ضد حكم البطالسة والرومان . ثم محاولات اليهود في العصور الحديثة شراء أراض في فلسطين . يمارسون فيها حياة الاستقرار . وأخيرا إنشاء دولة إسرائيل الحالية . ويزعمون أن هذه كلها حركات صهيونية خالصة وبالنسبة للشق الثاني من الوعود الإلهية - على زعم اليهود - فإن من الحركات الصهيونية البحتة حركة سبتاي زيفي الذي قام في سالونيك عام 1666 م مدعيا أنه المسيح المنتظر ، . ابتغاء تجميع اليهود تحت زعامته لتحقيق نبوءات التوراة . وعلى هذا فإن جذور الصهيونية تمتد إلى أعماق التاريخ اليهودي ، والطابع الديني هو السمة الأصلية لنظرية الصهيونية ، ويعترف الدكتور سلومون شختر [1] بهذه الحقيقة حيث يقول : " حيثما يكون الصهيونيون عاملين نشيطين تكون اليهودية حية عاملة " . وعلى أثر الثورة الاسلامية العربية في فلسطين عام 1355 ه ( 1936 م ) ضد المؤامرات الاستعمارية والصهيونية فيها ، شكلت حكومة الاتنداب البريطاني اللجنة الملكية البريطانية لعلاج مشكلة فلسطين وكان هدفها تقسيم البلاد بين العرب واليهود ، وقد صرح زعيم الصهيونيين ( وايزمن ) أمام هذه اللجنة أن مبنى حق اليهود في فلسطين إنما هو وعد الله بأرض إسرائيل ، وهذا هو سند اليهود الوحيد الذي لا سند سواه لجأ إليه وايزمن بعد أن خذلته سائر المزاعم والأسانيد المنطقية والقانونية . وتأييدا لذلك يقول : ( دافيد بن غوريون ) مؤسس دولة إسرائيل : إن الصهيونية الحقيقية لم تبدأ بهرتزل ومؤتمر بال ، ولا بوعد بلفور ، ولا بقرارات الأمم المتحدة عام 1948 م ، لكنها بدأت يوم وعد الله أبانا إبراهيم وعده وقد ظلت دعوة اليهود لإحياء آمالهم في العودة إلى أرض الميعاد مستخفية طوال ثمانية عشر قرنا ، إلا ما كان من بعض حاخاماتهم مثل ( سبتاي زيفي ) الذي سبقت الإشارة إلى حركته في ظلال ما أتاحه الحكم الاسلامي المتسامح لليهود في سالونيك التي كانت مدينة تابعة لدولة الخلافة العثمانية .