نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 103
لم تتغلغل الشيوعية في الشرق الاسلامي كما تغلغل الغرب ربما لأن الأخير أسبق زمنا وأرسخ قدما . وربما لأن الأخير أدرك في الوقت المناسب طبيعة هذا الشرق فكف عن الحرب السافرة لهم في عقيدته وتلون باسم الحضارة أو المدنية أو التغريب أو لتغيير الاجتماعي لينشر العلمانية ، وتحرير المرأة ، وإضعاف الدين . دون أن يشعر أكثر المسلمين لكن الماركسية أخطر على الشرق الاسلامي من الغرب . بما تحمل في " أسلوبها " من " خداع " ينطلي على عامة الناس ، خاصة من يخاطبون أول ما يخاطبون ممن يسمونهم طبقة " الصعاليك " أو البروليتاريا أو طبقة العمال الكادحة وبما تحمل من تخدير لهذه الطبقة أنها إليها سيئول الحكم ، وأن لها المكاسب من دون سائر الطبقات [1] . ثم بما تحمل في غايتها من تحطيم لعقيدة هذه الأمة وقضاء على دينها باعتبارها في البداية وفي النهاية قائمة على الكفر بالله والالحاد في أسمائه ورفض كل الأديان ، وإن اتخذت " تخطيطا " مرحليا بعدم الهجوم على الأديان أو الزعم بأنها تسمح لها بالوجود أو البقاء أو بالإلتواء بهذه الأديان للقول بأنها هي الأخرى إشتراكية ويسارية . الخ وهي في سبيل هذه الغاية حين يلوح لها النصر أو التمكين تدوس كل شئ . وتهلك الحرث والنسل وتغرق البلاد في حمامات الدم لتقضي على كل خصومها وليظل الردع ماثلا لكل من تحدثه نفسه بالخروج عليها . وقد عاشت الماركسية منذ صارت لها دولة تبذل الكثير لنشر مبادئها ورسمت لنفسها " خطة " الزحف عن طريق " الشعوب " أو الطبقات الكادحة ليتم التغيير من القاعدة لكنها منذ سنين قليلة
[1] راجع أفيون الشعوب للأستاذ عباس محمود العقاد الطبعة الخامسة سنة 1975 الناشر دار الاعتصام - القاهرة .
103
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 103