نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش جلد : 1 صفحه : 66
ثالثا : دل القرآن على أن الرسول صلى الله عليه وسلم ميت ، ومن ذلك قوله تعالى : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } [1] وقوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } [2] وهو صلى الله عليه وسلم داخل في هذا العموم ، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم وأهل العلم بعدهم على موته ، وأجمعت عليه الأمة ، وإذا انتفى ذلك عنه صلى الله عليه وسلم فانتفاؤه عن غيره من الأولياء والمشايخ أولى ، والأصل في الأمور الغيبية : اختصاص الله بعلمها ، قال الله تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [3] وقال تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [4] لكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب ، قال الله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } [5] { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } [6] وقال تعالى : { قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ } [7] وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاء أنها قالت : « لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه ، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت رحمة الله عليك أبا السائب ، شهادتي عليك فقد أكرمك الله عز وجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه فقلت : لا أدري بأبي أنت وأمي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هو فقد جاءه اليقين من ربه ، وإني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ، فقلت :
[1] سورة الزمر الآية 30 [2] سورة آل عمران الآية 185 [3] سورة الأنعام الآية 59 [4] سورة النمل الآية 65 [5] سورة الجن الآية 26 [6] سورة الجن الآية 27 [7] سورة الأحقاف الآية 9
66
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش جلد : 1 صفحه : 66