responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 298


لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [1] فأقر الرسل بأنهم بشر مثلنا ولكن الله من عليهم بالرسالة فإن الله سبحانه يمن على من يشاء من عباده بما شاء ويصطفي منهم من أراد ؛ ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور ، ومثل هذا في القرآن كثير .
وإن أريد به أن الرسول ليس بشرا أصلا أو أنه بشر لكنه لا يماثل البشر في جنس صفاتهم بوجه ما من الوجوه ، بل يختلف عنهم اختلافا كليا في كل صفة من صفاتهم ؛ فهذا باطل يكذبه الواقع ، وكفر صريح لمناقضته لما صرح به القرآن من إثبات بشريتهم ومماثلتهم للبشر فيما عدا ما اختصهم الله به من الوحي والنبوة والرسالة والمعجزات .
وإن أريد أنه ليس مثل البشر من جهة أنه يعلم الغيب أو كامل القدرة فيجيء الكلام عليه في الجواب عن الأمر الثاني والثالث .
وإن أريد غير ذلك فعلى من يتكلم بمثل هذه الكلمات أن يعرب عن مراده ويبين قصده ليبحث معه فيه .
وعلى كل حال لا يصح إطلاق هذه الكلمة نفيا ولا إثباتا إلا مع التفصيل والبيان ؛ لما فيها من اللبس والإجمال ، ولذا لم يطلقها القرآن إثباتا إلا مع بيان ما خص به رسله ، كما في الآيات المتقدمة وكما في قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ } [2] { الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } [3] وكما يخشى من التعبير بمماثلتهم للبشر بإطلاق : انتقاص الرسل ، والتذرع إلى إنكار رسالتهم ؛ يخشى من نفي المماثلة بإطلاق : الغلو في الرسل ، وتجاوز الحد بهم إلى ما ليس من شأنهم ، بل من شؤون الله سبحانه . فالذي ينبغي للمسلم التفصيل والبيان ؛ ليتميز الحق من الباطل والهدى من الضلال .
الأمر الثاني : الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب .
الجواب : علم الغيب مما استأثر الله به ، قال الله تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي



[1] سورة إبراهيم الآية 11
[2] سورة فصلت الآية 6
[3] سورة فصلت الآية 7

298

نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست