نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش جلد : 1 صفحه : 240
تعالى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [1] وأثنى على الملائكة بأنهم يخافون ربهم من فوقهم ، فقال تعالى : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } [2] وغير ذلك من الآيات في القرآن كثيرة . وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه [ فتح المجيد ] أن الخوف ثلاثة أقسام : أحدها : خوف السر : وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره ، كما قال تعالى عن قوم هود عليه السلام إنهم قالوا له : { إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ } [3] { مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ } [4] وقال تعالى : { وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } [5] وهذا هو الواقع من عباد القبور ونحوها من الأوثان يخافونها ويخوفون بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها وأمروا بإخلاص العبادة لله ، وهذا ينافي التوحيد . الثاني : أن يترك الإنسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس فهذا محرم ، وهو نوع من الشرك بالله المنافي لكمال التوحيد ، وهذا هو سبب نزول هذه الآية : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [6] { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } [7] { إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [8] الثالث : الخوف الطبيعي : وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك فهذا لا يذم ، كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام : { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ } [9] الآية [10] .
[1] سورة الرحمن الآية 46 [2] سورة النحل الآية 50 [3] سورة هود الآية 54 [4] سورة هود الآية 55 [5] سورة الزمر الآية 36 [6] سورة آل عمران الآية 173 [7] سورة آل عمران الآية 174 [8] سورة آل عمران الآية 175 [9] سورة القصص الآية 21 [10] [ فتح المجيد ] ص ( 281 ) .
240
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش جلد : 1 صفحه : 240