responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 9


فيما قاله الإمام يحيى وما قاله غيره في القباب والمشاهد إلى ما أمر الله بالرد إليه ، وهو كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كان في ذلك ما يشفي ويكفي ، ويقنع ويغني ذكر بعضه ، فضلا عن ذكر جميعه ، وعند ذلك يتبين لكل من لهم فهم ، ما في رفع القبور من الفتنة العظيمة لهذه الأمة ، من المكيدة البالغة التي كادهم الشيطان بها . وقد كان بها من كان قبلهم من الأمم السابقة ، كما حكى الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه العزيز .
وكان أول ذلك في قوم نوح ، قال الله سبحانه : ( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ، ومكروا مكرا كبارا ، وقالوا لا تذرن آلهتكم ، ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) " كانوا قوما صالحين من بني آدم ، وكان لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم . فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس ، فقال : إنما كانوا يعبدونهم ، وبهم يسقون المطر ، فعبدوهم ، ثم عبدتهم العرب بعد ذلك " ، وقد حكى معنى هذا في صحيح البخاري عن ابن عباسي رضي الله عنهما ، وقال قوم من السلف :
" إن هؤلاء كانوا قوما صالحين من قوم نوح ، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمر فعبدوهم " .
ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها : " أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة ، وذكرت له ما رأت فيها من الصور . فقال رسول الله صلى الله عليه

9

نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست