نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني جلد : 1 صفحه : 5
صمت ، فلم يتأدب بالأدب الذي أرشد إليه رسول الله ا ! قي . وإذا تقرر لك من مجموع ما ذكرناه وجوب الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بنص الكتاب العزيز وإجماع المسلمين أجمعين ، عرفت أن من زعم للناس أنه يمكن معرفة المخطئ من العلماء من غير هذه الطريق عند اختلافهم في مسألة من المسائل فهو مخالف لما في كتاب الله ، ومخالف لإجماع المسلمين أجمعين ، فانظر أرشدك الله إلى أي جناية جنى على نفسه بهذا الزعم الباطل وأي مصيبة وقع فيها بهذا الخطأ الفاحش ، وأي بلية جلبها عليه القصور والتقصير ، وأي محنة شديدة ساقها إليه التكلم فيما ليس من شأنه ؟ . وها أنا أوضح لك مثالا لما ذكرناه من الاختلاف بين أهل العلم ، ومن كيفية الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ليتبين المصيب من المخطئ ، ومن بيده الحق ومن بيده غيره ، حتى تعرف الحق حق معرفته ، ويتضح لك غاية الاتضاح ، فإن الشئ إذا ضربت له الأمثلة وصورت له الصور بلغ من الوضوح والجلاء إلي غاية لا يخفي معها على من له فهم صحيح وعقل رجيح ، فضلا عمن لم يكن له في العلم نصيب ، وفي العرفان حظ ، ولنجعل هذه المسألة التي جعلناها مثالا لما ذكرناه وإيضاحا لما أمليناه : هي المسألة التي لهج بالكلام فيها أهل عصرنا ومصرنا ، خصوصا في هذه الأيام لأسباب لا تخفي ، وهي : مسألة رفع القبور ، والبناء عليها ، كما يفعله الناس من بناء المساجد والقباب على القبور . فنقول : اعلم أنه قد اتفق الناس ، سابقهم ولاحقهم ، وأولهم وآخرهم من لدن الصحابة رضوان الله عنهم إلى هذا الوقت : أن
5
نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني جلد : 1 صفحه : 5