responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي    جلد : 1  صفحه : 9


وعلى الجملة : فمحلهم قابل للوصف بكل منقبة غراء . أخصها تسميتهم عند أهل العدل " العدول " :
من تلق منهم تقل : لاقيت سيدهم * * مثل النجوم التي يهدي بها الساري وكان السبب الباعث على تحرير هذا الكتاب ، وتقرير ما حواه من المعنى الدقيق الذي اطرحت منه القشر وأثبت اللباب : هو أني وقفت على كثير من كتب المتقدمين في الوثائق والشروط ، وأتيت على ما فيها من المصطلحات الحكمية ، وتأملت المختصر منها والمبسوط ، فإذا هي ذات عبارات مؤتلفة ومختلفة ، وحالات قوانين أوضاعها يغنيك موصوفها عن الصفة ، وفي غضونها من الألفاظ ما تمجه الاسماع لطوله وبسطه . وربما حصل لمتأمله ملل أداه إلى الاخلال بمقصوده المؤلف وشرطه . ورأيت - مع ذلك - أن مصطلح الأولين بالنسبة إلى أفهام المتأخرين لما فيه من التركيب العجيب غريب ، ومنه ما هو محتاج إلى التهذيب وتقريب وترتيب .
والمعلوم من طريق المنطوق والمفهوم : أن هذا العلم ، وإن كان بحرا لا يصل أحد إلى قراره ، ولا يستطيع أن يأتي من يحمله ويفصله بالعشر من معشاره - فقد استعمل الناس فيه فصوله جامعة لمعاني الكلام ، وتصرفوا في موضعها تصرفا توقفت عليه أحكام الحكام . ومنهم من سبرها ودربها ، ورتبها ، وبوبها ، وحسبها وكتبها . فصارت مما لا يجهل ولا ينكر ، وإذا وقعت لاحد من الحذاق حزبة نزلها بلطيف استنباطه على الأوضاع ، وإن كانت في كتب الوثائق لم تذكر . ومثل ذلك كثير . ولا ينبئك مثل خبير .
وكان قد وقع لي شئ أشكل علي ، وخفي فيه الصواب . فعدلت إلى السؤال عنه من عدول فضلاء ، وأساطين من الموقعين النبهاء والنبلاء . فلم يأتني أحد ممن سألته بجواب . وربما قال الذي عنده علم من الكتاب : لا بأس أن تضع في هذا الفن كتابا ، تكشف فيه ظلمة ما أبهم من الاشكال فيتضح . فقلت له : أبشر ، فإن الباب الذي قرعته قد فتح . وها قد نهضت لذلك فاسترح . وشرعت والشروع كما علمت ملزم ، وأمر من أمرني بذلك واجب الامتثال ، كوني بتمييزه وخيره وشرطه : أنصب وأرفع وأجزم .
واستخرت الله الذي ما خاب من استخاره ، ولا ندم من استجاره . وجعلت هذا الكتاب ناطقا بمحامد الكتب السابقة ، وإنها لافصح ناطقة . سلكت فيه سبيل مصطلح أهل هذا الزمان ، منبها في كل باب من أبوابه على الحكم المتعلق به بأوضح بيان ، ثم على مسائل الخلاف الجاري في كل مسألة بين إمامنا الشافعي ومالك ، وأحمد ، وأبي

9

نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست