نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 278
الضعفاء في المقام المأنوس ، وفيه لكل كبد حرى من المناهل العذبة ما يروى به الظمآن ، ويرجى به لواقفه من الله الخلود في غرفات الجنان . ولما اتصل علم ذلك لمولانا المقام الشريف الأعظم السلطاني ، الملكي الفلاني أعز الله نصره ، وضاعف ثوابه وأجره ، وتحقق ما في ذلك من الاجر الجزيل ، الذي لم يزل للبان فضله رضيعا . رغب في ازدياد أجوره عند الله ، الذي لم يزل بصيرا سميعا . ليجد بركة هذه الصدقة في الدنيا بدفع البلاء ، وفي الآخرة بارتقائه في الدرجات العلي محلا رفيعا ، والاتسام بسمة من قال في حقه جل وعلا : * ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) * . فحينئذ أشهر على نفسه الشريفة - ضاعف الله شرفها ، وأعلا في درجات الجنات غرفها - وهو في حال تمكن سلطانه ، ونفوذ كلمته وثبوت جثمانه : أنه وقف وحبس وسبل - إلى آخره - جميع المكان الفلاني - ويصفه ويحدده ، ويصف الموقوف عليه وصفا تاما . ويحدد كل مكان منه على حدته - ثم يقول : وقفا صحيحا شرعيا - إلى آخره - ثم يقول : فأما المكان المبارك المحدود الموصوف أولا : فإن الواقف المشار إليه - زاده الله توفيقا ، وفتح له إلى كل خير طريقا - وقفه بيمارستانا ، برسم المرضى من المسلمين الذين يأتون إليه للتداوي قاصدين . يرجون العافية وعلى الله متوكلين ، من الرجال والنساء . والأحرار والعبيد والإماء . وقرر به من الرجال أربعة أنفار حكماء طبائعية . وأربعة حكماء من الجرائحية ، وأربعة حكماء كحالين ، يتردد كل منهم إلى البيمارستان المشار إليه بكرة وعشيا . ويتعاهد الحكماء الطبائعية ما هم بصدده من عيادة المرضى بالبيمارستان المشار إليه ، من الرجال والنساء والإماء والعبيد ومباشرتهم ، والنظر في حالهم والتلطف بهم ، ومساءلتهم عن أوجاعهم وتشخيص ما أمكن من أمراضهم ، ومعالجتهم بما يصلح لهم من الأدوية والأشربة والأغذية ، والشربات والحقن . وغير ذلك في أول النهار وآخره . ويتعاهد الحكماء الجرائحية من تحت نظرهم من أصحاب العاهات والطلوعات ، والبثورات والثآليل ، والسلع والدماميل ، والقروح والبواسير والجروح وغير ذلك . والنظر في أحوالهم ومعالجتهم بما يصلح لهم من المراهم والادهان والمذرورات والشق والبط وغير ذلك ، مما هو موافق لأمراضهم ، وما يستعملونه من الطعام والشراب والحمام والنطولات ، كل واحد بحسب حاله .
278
نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 278